إن ملحمة ألطف سفر خالد لتاريخ جهادي متواصل وتأصيل لفكر تمكن على مدى السنين المتلاحقة أن يمد جذوره في الأعماق ليكون له قاعدة قوية من الأتباع تسلحت بعقيدة النضال والمبادئ لمحاربة الظلم والعبودية وان ترفع عاليا راية الحق والعدالة متخذة من أهل البيت نموذجا حيا وان تجعل من أفكارهم نبراس يضيء لهم الطريق ويفتح أمامهم الآفاق البعيدة وان يعيد للتاريخ جذوته التي خمدت خلال حقبة زمنية معنية بعد أن تعاقبت عليها مجاميع جعلت مصالحها الخاصة فوق الجميع وقامت بأعمال تعسفية وجائرة صبغ تاريخها بسوداوية ومأساة ولطخ أيديها بدماء الأبرياء لتنحرف بالحكم وتسلك طريق التفرد والظلم .
إن ارتباط المبادئ والأفكار بالنخبة الحاكمة يفرغها من مضمونها الأساسي ويجعل منها غطاء لكل الأعمال والأفعال التي ترتكب تحت ستارها بذريعة حماية النظام والدفاع عنه وتوطيد الأمن والاستقرار ليخلق حالة من عدم التوازن بين الفكر والتطبيق مما دفع الكثير من الناس ان يتصدوا بكل عزيمة وإصرار لكل انحراف بالسلطة وتضييق على الحريات الشخصية ويعملوا على تصحيح مساراتها المتعثرة ليتطلب من ذلك كله أن تكون هناك تضحية ......
أن يكون هناك قرار....
والذي يعتبر بمثابة البداية والشرارة التي تعلن البدء بعملية التغيير بالرغم من انصياع الكثير وخضوعهم للأمر الواقع و بقاءهم مكتوفي الأيدي لكل ما جرى ...وما يجري وعدم استطاعتهم القيام بأية فعل او تحرك يدلل على رفضهم لما يدور حولهم والانتهاكات المتكررة التي تطال الكثير منهم ... بانتظار من يقوم بذلك نيابة عنهم ويسيروا خلفه ويهيئوا الأجواء لأنجاحه.. وهذا هو الحل كما كانوا يعتقدوا وهذا ما حدث بالنسبة ة لثورة الإمام الحسين(ع) التي استطاعت أن تكسر حاجز الصمت المخيم وان تطلق الصرخة المدوية ((هيها ت منا الذلة ) صيحة الحق بوجه الطغاة لتكون المثل الذي يحتذي به والدرس الأول لصولات الحق مما دفع الكثير من القادة في التاريخ المعاصر ان يجعلوا منها دليل عمل وبوصلة تحدد أهدافهم بالرغم من الفارق الزمني بين ثورة الحسين والثورات اللاحقة و اختلاف الأدوات المستخدمة وتطور المفاهيم التحررية وغيرها من العوامل التي تساعد على نضج الثورة وتهيئتها للانفجار .
ان ما عاني منه الناس وما تعرضوا له من انواع الاضطهاد والتعذيب ومحاربتهم بالارزاق وخاصة أتباع أهل البيت ..........عوامل نضجت وبلورت ملامح الثورة الحسينية بعد ان شعر قائدها وواضع خطوطها العريضة الإمام الحسين (ع) بان الظروف قد نضجت و وصلت لحد لا يمكن السكوت علية لذلك قرر القيام بثورته الخالدة والتوجه الى العراق لمحاربة الظلم بالرغم من الامتيازات التي عرضت عليه والوعود التي قدمت له الا انه سار بأتباعه وجيشه البسيط مع علمه بان ما اعد لمواجهته يفوق جيشه بمئات المرات إلا إنه صمم القيام بثورته لتكون الشرارة التي ايقضت الاراح النائمة وسجلت خلودها بدماء الأبطال ودوت صرخة الحق عاليا في كافة أرجاء المعمورة بان الظلم لا يمكن السكوت عنه وانه مهما تجبر ومهما استعمل من وسائل بطش وتنكيل لكنه زائل لا محالة وان كلمة الحق هي العليا .
ان ما جاءت به ثورة الحسين (ع) من قيم وعبر وتضحيات هي دروس تفيدنا في حياتنا الراهنة والمستقبلية وتضع على كواهلنا أعباء مضافة لتجسيد تلك المبادئ والسير على هداها من اجل ان نجعل فكر ومبادئ الإمام الحسين(ع ) محل تطبيق حتى نحقق الأهداف التي نصبو إليها .
|