جــدَّ القـريـضُ ومــالَ القلـــبُ نشوانــا
وأصبـــحَ الجــــدُّ للجــــلّاسِ عنوانــــا
وهـــبَّ فيهـا الصَّبـــا وهنـــاً كعادتِــــهِ
وداعــــبَ الـــوردَ بالأنســـامِ جذلانــــا
فأشـرقــتْ مـن ثنايــا الــرّوضِ فاتنــةٌ
فبُـــتُّ أحيـــا بجنـــبِ النّهــــرِ ظمآنـــا
وراودتنـــي فـراشــــاتٌ بـــــهِ لَعِبَــــتْ
تدنــو الْهوينــاً فيدنـو القلـــبُ ولهانــا
حتّـى سقتنــي بخمــرٍ مــن مشارِبِهـــا
فصــرتُ مـن كأسِهــا الـرّيّــانِ ريّانـــا
فــردّدَ القلـــبُ آيــاتِ الهـــوى شغفـــاً
وجــدّدَ العهـــدَ بعـــدَ العهـــدِ عـرفانــا
جاورتُهـــا ونسيــــمُ النّهــــرِ يلثمُنــــا
كانــتْ وكنّــا بسـاحِ الوجـــدِ جيـرانـــا
فعانــقَ الطّيــرُ غصــنَ البـانِ مبتهــلا
فـرتّـــلا فـي سمــــاءِ اللـــــهِ قـرآنــــا
فلملمــتْ مـن بقايـــا النّـــورِ رحلتَهــا
لتبعــثَ الأنــسَ فـي الأسحـارِ ألحانـــا
والشّمسُ قد لثمتْ سفحَ الفـراتِ هـوىً
وأظهـرَ الطّيــفُ فــوقَ المــاءِ ألوانـــا
إذ جاهـدتْ فيهِ مجـرى النّهـرِ نورسـةٌ
بـلا شـــراعٍ ، وكــانَ النّهـــرُ ميدانـــا
ورغـــمَ أنَّ مســارَ المـــاءِ مضطــربٌ
لكنّهـــا جــــاوزتْ بالجـــــدِّ مـا كـانـــا
ثــمَّ استـوتْ فـوقَ جنـحِ المـاءِ هادئـةً
كأنّمـــا صـــارَ جنـــحُ المــــاءِ رُبّانـــا
وعشتُ في جنّتي بيـنَ الـرّياضِ كَمَـنْ
عاشَ الهـوى في جنانِ الخلدِ سُلطانـا
|