بغياب البنك المركزي العراقي اجتمع ممثل الخزانة الأمريكية في السفارة الأمريكية في العراق بالمصارف الأهلية لحثهم على الالتزام بتعليمات حوالات العملة الصعبة لصالح الاستيراد فيما هدد بفرض عقوبات إضافية في حال تهريب الدولار.

كشف مصدر مصرفي، عن اجتماع مغلق جرى بين ممثل الخزانة الاميركية وممثلي 35 مصرفا اهليا عراقيا، لتحذيرهم من قضايا تهريب الدولار من العراق والالتزام بالتعليمات فيما يخص حوالات العملة الصعبة لغرض الاستيراد.

وقال المصدر: إن ممثل الخزانة الامريكية في السفارة الامريكية اجتمع يوم الخميس (17 تشرين الثاني 2022) بممثلي ٣٥ مصرفا اهليا عراقيا متمثلين بالمدير المفوض مع مدير الامتثال لكل مصرف.

محذرا إياهم بأهمية الالتزام بالتعليمات بخصوص الحوالات بمزاد العملة والالتزام بتعليمات مكافحة غسل الاموال والا ستطال العقوبات مصارف اخرى كما طالت المصارف الاربعة التي تمت معاقبتها اخيرا من قبل الخزانة الامريكية”.

واوضح المصدر أن “ممثل الخزانة الامريكية تطرق الى ان اغلب الاستيرادات المثبتة في مزاد العملة وخاصة تلك العائدة الى المواد الغذائية والسكر وغيرها مبالغ فيها”.

مشددا على “اهمية ان تكون حوالات المزاد صحيحة وتخص المستفيد الاخير الذي يجب ان يدقق جيدا من قبل المصارف”.

وبحسب المصدر فأن “الاجتماع استمر لساعتين من الساعة الواحدة ولغاية الثالثة ظهرا في قصر الضيافة”.

مبينا ان “الغريب انه لم تتم دعوة اي ممثل من البنك المركزي للحضور لهذا اللقاء علما ان البنك المركزي هي المؤسسة المسؤولة والمشرفة على عمل المصارف العراقية”.

واعتبر المصدر أن “عدم دعوة البنك المركزي دليل على ان هذه المؤسسة اخذت تفقد الثقة دوليا بسبب التخادم بين ادارتها وبعض المصارف الفاسدة ومثالها المصارف الاربعة المعاقبة من الخزانة الامريكية”.

عاودت مبيعات البنك المركزي العراقي بالارتفاع التدريجي خلال الاسابيع الماضي مع بدء تراجع الاعتقاد العام بشأن امكانية تغيير سعر الدولار خلال الايام المقبلة، حيث سجلت مبيعات البنك خلال الاسبوع المنصرم ارتفاعا عن الاسبوع الذي سبقه بنسبة 23%.

وجاءت مبيعات يوم الخميس (17 تشرين الثاني 2022)، بواقع 117 مليون دولار من بينها 34 مليون دولار مبيعات نقدية، فيما بلغت مبيعات الاربعاء نحو 119 مليون دولار من بينها اكثر من 38 مليون دولار مبيعات نقدية، اما الثلاثاء فبلغت المبيعات من الدولار 146.7 مليون دولار من بينها 31.4 مليون دولار مبيعات نقدية، فيما بلغت مبيعات يوم الاثنين 180.8 مليون دولار  من بينها 36.8 مليون دولار مبيعات نقدية، اما مبيعات الاحد فبلغت 171.6 مليون دولار من بينها 18 مليون دولار مبيعات نقدية.

وبذلك فأن مجمل المبيعات خلال الاسبوع المنصرم بلغت اكثر من 735 مليون دولار، مقارنة 599 مليون دولار في الاسبوع الذي سبقه، وبنسبة ارتفاع بلغت 23%.

وجاءت المبيعات النقدية في الاسبوع الماضي لتشكل 21% من مجمل المبيعات، في الوقت الذي كانت المبيعات النقدية في الاسبوع الذي سبقه تشكل 14% فقط من مجمل المبيعات.

وكانت وزيرة المالية طيف سامي، أكدت يوم الأربعاء (16 تشرين الثاني 2022)  أن الحكومة عازمة على المضي بحزمة إصلاحات اقتصادية، مثمنة الدور الذي يضطلع به البنك الدولي في دعم التوجّهات الإصلاحية التي تنفذها الحكومة الجديدة.

وقالت وزارة المالية في بيان، إن “وزيرة المالية طيف سامي استقبلت، اليوم، بمقر الوزارة، المدير الاقليمي للبنك الدولي لمنطقة الشرق الاوسط جون كرستوف والوفد المرافق له “.

مبينة أنه “تم خلال اللقاء بحث آليات تعزيز التعاون والشراكة الثنائية بين الجانبين في مختلف المجالات، وبما يتوافق مع رؤية الحكومة العراقية الهادفة الى الاستفادة من كافة اشكال الدعم الدولي اللازم لإسناد المشاريع التنموية والاستراتيجية في العراق”.

وثمنت سامي “الدور الذي يضطلع به البنك الدولي في دعم التوجّهات الإصلاحية التي تنفذها الحكومة الجديدة”.

مشيرة الى أن “الحكومة عاقدة العزم على المُضي في حزمة من الإصلاحات الجوهرية من أجل توفير متطلبات نهضة اقتصادية متوازنة في البلد”.

من جانبه، أعرب جون كرستوف، عن تقديره “لجهود الحكومة العراقية في مجال الإصلاح الاقتصادي، وقدرتها على تنفيذه على الرغم من التحديات الصعبة”.

مثنيا “على الجهود العراقية في مجال تحقيق التكامل الاقتصادي الإقليمي بالشراكة مع بقية دول المنطقة الذي يصبّ في النهاية لصالح تعزيز ركائز الاقتصاد الوطني وازدهاره”