شرح المعلم موضوع الديمقراطية لتلاميذه , بأسلوب يتناسب مع اعمارهم , وطلب منهم ان يقوم كل تلميذ بمتابعة الموضوع مع افراد عائلاتهم الاكبر سنا , وفي اليوم التالي يشرح كل تلميذ الديمقراطية كما فهمها .
عاد عادل الى البيت , و اثناء تناوله وجبة الغداء مع عائلته , اجال النظر في الموجودين , فبادر الى سؤال جده , ظنا منه انه الاكثر فهما , لكبر سنه .
عادل : جدي ... شنو الديمقراطية ؟ .
الجد : والله .. المغراطية طول عمري ما ذايكهه .
عادل : جا هي تنوكل !
الجد : أي ... هي مثل الهريسة .. مثل الزردة .
فبادرت العجوز : شنو القضية ما ماكلهه .. تتذكر من عرس سيد نعمان واكلنه منها هواي .. حتى اذكر صار بيه جالي .
التفت عادل الى جدته .
عادل : بيبي انتي تعرفين الديمقراطية ؟ .
العجوز : أي .. المغراطيه طيبه بس تسوي جالي .... اذا كثرت منها.
عادل : شنو هيه المغراطية ؟
العجوز : مثل ما كال جدك .. مثل الهريسة .. شي مثل الخبيطة
عادل : يعني شنو مكوناته ؟.
العجوز : بيها دجاج و تمن و كاري و بزاليا وكشمش وشعرية وبعد غيرهن وينطبخن بجدر جبير .. ويصبون منها بالمواعين .
فقال ابو عادل موجها كلامه للعجوز : كولي برياني ! .
استخلص عادل الفكرة , واعتقد ان الديمقراطية هي خليط من عدة امور , تجمع لتطبخ في قدر واحد كبير , ولا تكون جاهزة الا بعد ان تصب في صحن كبير .
*************************
في اليوم التالي , سأل المعلم التلاميذ عن الديمقراطية , وبدأ يسألهم واحدا تلو الاخر , وكل تلميذ يجيب بما فهمه , حتى وصل به المطاف الى عادل , فنهض من مكانه , وقال بملئ الثقة .
عادل : الديمقراطية ... فد شي مثل البرياني ! .
المعلم مستغربا متعجبا : اشلون ؟ !!!
استطرق عادل بالكلام : تتكون من دجاج و تمن و كاري و بزاليا وكشمش وشعرية وينطبخن بجدر جبير .. ويصبونها في ماعون كبير ..... بس الي يكثر منها يصير بيه جالي ! .
استغرب المعلم من هذا الكلام , وتأمل ليفكر قليلا , ثم ابتسم , وصاح في التلاميذ .
- صفقوا لعادل ! , فهو افضل من فهم و مثل الديمقراطية !
فصفق التلاميذ بحرارة , وصفق المعلم كذلك .
المعلم : ان تنوع العناصر المكونة للبرياني تمثل مكونات الشعب المختلفة , القومية والدينية , توضع في قدر كبير , هو الوطن العربي , فتصب في ماعون واحد هو الدولة .. حيث تختلط هذه العناصر والمكونات بشكل متساو بالحقوق والواجبات , فلا فرق بين فئة و اخرى , ولا تفاضل بين القوميات , ولا تعالي بين الاديان ... فالشعب بكل طوائفه وقومياته يعيش في بلد واحد , كما ولا يمكن ان يكون البرياني برياني اذا فقد احد مكوناته , كذلك لا تكون الديمقراطية ديمقراطية اذا تم تهميش او استثناء أي فئة من فئات المجتمع , وان سوء استخدام الديمقراطية يؤدي الى نتيجة سلبية وهو الجالي في البرياني .
فاثنى المعلم على عادل , وهنأه بهذه النتيجة , والتفت للتلاميذ .
المعلم : ان زميلكم عادل هو من عائلة بريانية ... العفو اقصد ديمقراطية ! |