أهمية اللسانيات الوظيفية في نظرية الخطاب

      نشأت الوظيفية في أواخر السبعينيات عند سيمون ديك ، وترجع جذورها إلى مدرسة براغ التي أسسها العالم التشيكي  فيلم ماثيسوس [نظرية النحو الوظيفي البنية والوظيفية / خديجة مرات 185].

     واستفادت النظريات اللسانية من بعضها البعض في تحليل الكلام  ، فكلٌ منها مكملٌ للأخر كحال علوم اللغة العربية ، ومن هذه النظريات نظرية الخطاب القائمة على تحليل الجمل ؛ إذ استفادت من اللسانيات الوظيفية ؛ لأنَّ الوظيفية هي القدرة التواصلية للمتكلم والمخاطب عن طريق السياق ، ونسق القضايا الصوتية والصرفية والتركيبية و الدلالية والتداولية في الجمل . 

    ولهذا فالنحو الوظيفي كالفاعل والمفعول لا يسمى وظيفياً إلّا إذا تفاعل مع التداولية والدلالية ، فإنْ لم يتفاعل فهو نحو صوري تعليمي فقط يبين دور القواعد النحوية في الجملة .

       ولهذا لا يمكن تأويل الخطاب إلّا حينما يعتمد على السياق ؛ لأنَّ النحو الوظيفي قائم على تفسير القدرة التواصلية لمستعمل الخطاب  ، ولا يكون ذلك موفقا إلّا بتنسيق الخطاب عن طريق فك طلاسم الالتباس التداولي والدلالي والبنيوي الذي يمكن أنْ يسهم في تشويش الخطاب .

      وعلى هذا تجد أنَّ اللسانيات الوظيفية قد انتقلت من لسانيات الجملة إلى لسانيات الخطاب ، ومن لسانيات الخطاب إلى اللسانيات النمطية التي تكفل تنميط اللغات وتنميط الخطابات( نحو الخطاب الوظيفي : من تنميط اللغات إلى تنميط الخطابات مقاربة أحمد المتوكل نموذجاً / عبد الوهاب صديقي )  .

   ولهذا تجد المنهج الوظيفي أساساً في النظرية الخطابية فكلٌ معتمد على الآخر في دراسة الخطاب من كافة جوانبه ؛ لمعرفة القضايا الإبداعية فيه عن طريق شخصية وإبداع المتكلم والمخاطب .