في قراءة سريعة للنهضة الحسينية، يتضح إن ثقافة الثورة لدى الامام الحسين (ع) كانت منطلقة من قوله تعالى: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)... من هنا خرج (ع) ثائرا للحفاظ على مبادئ الدين الحنيف من تحريف المبطلين، ورفض ظلم الظالمين، فكانت نهضة صادقة مبنية على أسس الرسالة المحمدية الأصيلة ونهجها القويم ، يستشعر فيها الانسان معنى الإيمان الصادق بالله تعالى والالتزام بحدوده وأحكامه التي شرعها للخلق ، وإن جوهرها يحمل في طياته مشروعا إلهيا يهدف الى ضمان حقوق الانسان، وإقرار مبدأ العدالة الاجتماعية لما فيها من نصرة للفئات المضطهدة و المستضعفة، لذلك فهي لم تندرس بمفاهيمها منذ ذلك الحين حتى يومنا هذا ، ولم تفشل بأهدافها بل انتصرت واضحت ملحمة ملهمة للشعوب في رفضهم للحيف والضيم والذل والخنوع، ومثلت حدا فاصلا يمنع تغلغل الفساد في الهوية الاسلامية وما المسيرة الأربعينية المباركة بصورها النادرة إلا هي البرهان الحي على ديمومة هذه الثورة و يؤكد "انتصار دم المظلوم على سيف الظالم".
|