تحقيق احمد محمود شنان/علي الموسوي
في ذكرى يوم التمريض العالمي كان من المناسب جداً أن نسلط الأضواء وأن نفتح هذا ملف الموضوع ونتطرق إلى مشاكل هذه المهنة التي يقف المجتمع منها على طرفي نقيض فتارة ترى المجتمع يعتبرها المهنة المكملة للطب ويصف العاملين في ميدانها بملائكة الرحمة وتارة أخرى يزدري المجتمع من تلك المهنة وبين هذا الموقف وذاك كانت لنا هذه اللقاءات ..
ممرضة قضت قرابة العقدين من عمرها في تلك المهنة وهي الآن تشرف على ردهتين بـ(16)سرير تمارس مهامها بلا كلل ولا ملل وتعمل بتفان وإخلاص وتقدم خدماتها الإضافية في وحدتي الإنعاش وغسل الكلى إنها شكرية جواد قسمت المجتمع إلى صنفين في نظرته للتمريض عموماً والممرضة خصوصاً حيث نقلت عن احد رجال الدين قوله أن عمل التمريض له اجر مضاعف يفوق عمل العالم الديني خاصةً وأنها تساهم في إنقاذ حياة الناس وتقلل من آلامهم وفي ذات الوقت ترى أن بعضاً من الأطباء ممن تقاسمهم العمل في الميدان الطبي ليس لديهم احترام للممرضة وكثيراً ما يسيئون لها في حال حصول قصور أو تقصير في العمل وأمام المراجعين والمرضى دون أن يوجهوا لها النصح والرشد .
شاب يشعرك بالأمل والتفاؤل وهو يمارس عمله كممرض بتفان رغم أن يحمل شهادة واختصاص بعيدان تماماً عما يمارس (زيد الموسوي/بكالوريوس علوم كيمياء) مضى على عمله في مهنته الجديدة ثلاثة أشهر وهو بارع ومجتهد في عمله بشهادة زملائه في العمل تحدث عن إبعاده عن اختصاصه العلمي إلى مهنة التمريض قائلاً " نعم هناك نقص تشهده المؤسسات الصحية في النجف وعموم العراق من الكوادر التمريضية وقد منحت وزارة الصحة عشرة آلاف درجة وظيفية إلى خريجي كليات العلوم للعمل بصفة ممرض بعد إشراكهم في دورات لمدة ستة أشهر فقبلنا على مضض".
ويضيف الموسوي قائلاً "كنا مضطرين للقبول بالتعيين لعدم وجود فرص عمل بالإضافة إلى وجود بعض الامتيازات من حفظ لحقوقك الوظيفية كخريج كلية ما خلا العمل ضمن اختصاصك".
الموسوي وصف تحويلهم من اختصاصاتهم العلمية إلى التمريض بالعملية الباطلة ورغم كل هذا لم يخف تفاؤله من العمل ضمن اختصاصه خاصةً وان زيادة في عدد المقبولات في إعدادية التمريض قرابة الضعف مما سيعمل على سد حاجة المستشفيات والمراكز الصحية معتبراً عملية تحويلهم من اختصاصاتهم العلمية إلى التمريض بالعملية الباطلة متوقعاً حصول تغيير في الحكومة خلال الدورة القادمة ليعاد النظر بمصيرهم خاصةً وان فيها غبن كبير كونها تبدد طاقات الشباب وسوء استثمار لإمكاناتهم.
أخريات مشتركات بنفس القضية أكدن أن زميلاتهن في نفس الكليات من أهالي سامراء رفضنّ التعيين بعد اطلاعهم على شروطه التي من بينها عدم السماح بالمطالبة بتغيير العنوان الوظيفي فيما بعد وهذا ما اعتبرنه تهوين لقدر الدراسة والاختصاص.
مسؤول فريق التمريض في مستشفى الحكيم العام السيدة رجاء عبد زيد قالت "نعم إنها مهنة إنسانية والكل يحتاجها فمهمتها لا تقتصر على المستشفى فقط بل حتى في البيت وكذلك الشارع ولكن يبقى المجتمع ظالم لنا فرغم تحسن ثقافة المجتمع وتطور وعيه لا زال ينظر لمهنة التمريض وخاصةً الممرضات نظرة دونية "
زيد رأت النساء أكثر لياقة وانسب للعمل في مجال التمريض خاصةً وان حاجة أقسام الجراحة والتوليد تكون فيها أكثر للكوادر التمريضية النسوية فضلاً عن مراعاة خصوصية مدينتنا الدينية.
السيد خالد عبد الأئمة معاون شؤون التمريض في ذات المستشفى اختلف في رأيه مع الآخرين بخصوص وجود نقص في الكوادر التمريضية مؤكداً عدم وجود نقص فعلي معللا دور المحسوبية في توزيع الممرضات فتوجد أعداد كبيرة في المراكز الصحية بينما حاجتها إلى ذلك اقل مما تحتاجه المستشفيات العامة .
معاون شؤون التمريض حملّ وسائل الإعلام مسؤولية في حث الناس على دفع أبنائهم وبناتهم للانخراط في هذا السلك الإنساني قائلاً "نحمل وسائل الإعلام مسؤولية كبيرة في إشاعة ثقافة احترام كل المهن وخاصةً التمريض مطالباً إياه أن يكون له دور في تغيير النظرة المجتمعية الضيقة لهذه الشريحة فهي مهنة إنسانية ولذلك علينا أن نشعر من يعمل بها بالقيمة والأهمية.
من جهته رئيس قسم الأطفال في مستشفى الحكيم العام الدكتور نجاح فخر الدين أكد أن مهنة التمريض مهنة شريفة وخدماتها جليلة ولا تقدر بثمن وهناك حاجة ماسة وملحة لوجود الممرضة في كثير من المواقف وقد ساهمت الكثير منهن بإنقاذ أرواح العديد من المرضى ونحتاج بشكل ضروري إلى النساء للعمل في وحدات العمليات والولادة بالإضافة إلى وجودها في باقي الأقسام ومنها الطوارئ.
فخر الدين شجع الأباء على حث أبنائهم وبناتهم للانخراط في هذا الميدان الإنساني نظراً للحاجة الملحة لسد النقص والثواب الذي ممكن أن يناله من يعمل بجد وإخلاص بعيداً عن الأنانية ونظرة المجتمع الضيقة،مطالباً الحكومة بدعمهم سواء بزيادة رواتبهم أو منحهم قطع أراضي ومخصصات تشجيعية لهم .
الطبيب فاطمة جواد قالت إن مهنة التمريض مهنة إنسانية وقد وصف العاملون بحقلها بملائكة الرحمة وهو وصف غير مبالغ فيه والكلام لـجواد عندما يؤدي الممرض أو الممرضة حق المهنة ويكون كبير القلب وكثير التحمل والاهم من ذلك عندما يكون مسلحاً بالمعلومة العلمية الصحيحة.
وتضيف جواد قائلة" يقوم الممرضون والممرضات بتقديم الخدمات الصحية الأولية في المناطق الشعبية والبعيدة عن المراكز الصحية والمستشفيات وكثيراً ما يجد الناس الممرض الشخص المقرب منهم يسهل عليهم الوصول إليه ويستشيرونه في كل صغيرة وكبيرة وكم هو جميل تقديم المساعدة للآخرين ولكن الأجمل منه أن يقوم بعمله ضمن الحدود المقررة له كأن يصف للمريض دواء أو يقوم بتداخل جراحي بدون استشارة طبيب.
وتختم جواد مستذكرة بعض من العاملين في هذا الحقل بكل اعتزاز وافتخار قائلة "وفي حياتنا المهنية كثيراً ما شاهدنا ممرضين وممرضات لم ولن انس إخلاصهم وتفانيهم في العمل وروحهم الإنسانية الرائعة وعملهم المتقن النبيل ولا أريد أن اذكر من لم نجد فيهم الكفاءة والإخلاص ولكن نخاطب الجهات المسؤولة بإقامة الدورات التأهيلية والتدريبية والمحاضرات الأخلاقية لكل الكوادر ومن ضمنهم الممرضين والممرضات سعياً لرفع المستوى العام والتوصل إلى ما نراه في العالم المتحضر اليوم.
|