كنت ابحث عن موضوع التزوير عبر التأريخ وكيف استطاعوا تزوير قضايا مهمة وجعلوها وكأنها حقائق لايمكن الطعن بها أو مناقشتها ، وفي بحثي عثرت على منشور مهم للكاتب الفلسطيني المترجم ( احمد عمر شاهبن ) الذي قدم للمكتبة عشرات الروايات العالمية ، يعرفنا هذا المترجم على اسرار التزوير والانتحال ، يقول نشرت قصصا عالمية لجابريل غارسيا ماركيز وخورخي لويس بورخيس وغيرهم كتبت قصصا نسبتها اليهم ظلما وعدوانا وهم منها ابرياء يقول ان الانتحال ليس جديدا على التأريخ العربي كان حماد عجرد وخلف الاحمر ينتحلان الشعر وينسبانه الى الشعراء الجاهليين ، انا مترج خائن وخائن جدا وساستمر في خيانتي لنشر قصص عالمية باسماء كتاب كبار وسأنشر قصصا على اساس انها مترجمة ، استحضرته لاسأله ، لماذا الانتحال ولماذا التزوير أجابني سببه الفساد لاننا نعرف ماهو المطلوب اسماءنا لاتمشي القاريء يريد اسماء للبهرجة كنت اهرب من مقص الرقيب القادر على قص الرقبة ، ثم أني وجدت راحتي في منفى الترجمة ، ولنقرا في قصة السيف المسلول جاء في صحيح البخاري تسعة سيوف تكسرت في يد خالد بن الوليد اثناء القتال في مؤتة وانسحب من المعركة بحسب رواية أبن كثير رجع الجيش كله الى المدينة المنورة ، وفي مسند أحمد بن حنبل ان النبي منحه لقب سيف الله المسلول ، وقال علي الطنطاوي رجل دين سوري ان لخالد معجزات كمعجزات الانبياء موسى وعيسى ، استطاع ان يخرج من لجة البحر من غير ان يحترق وان يسجل هذه المنقبة في تاريخ الحروب وفي كتاب شرح أصول الجماعة لهبة الله اللالكائي ان خالدا قابل بعض جنوده الذي يحملون الخمر في معسكره ذات يوم ، دعا الله فتحول الخمر الى عسل ، وفي روايات أخرى كانت معجزته انه يشرب السم ولم يؤثر فيه ، وفي سر اعلام النبلاء لشمس الدين الذهبي ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم اعطاه ناصيته فعملت في مقدمته قلنسوة خالد فكان ينتصر ببركة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهمشت له جميع الاخطاء مثل قتل الابرياء من بني جذيمة وقتله لمالك بن نويرة وجريمة طعن الشرف ، نعود لمترجمنا الفلسطيني أحمد عمر ، يقول في فيلم البطل لداستي هوفمان الذي لعب دور بيرني ينقذ ركاب طائرة محطمة ويسجن بتهمة غرامات متراكمة يجد في التلفزيون ان رجلا اسمه جون ادعى انه هو الذي انقذ ركاب الطائرة فصار يلقب بطل امريكا ، لفقت القصة كلها لو نظرنا الى التأريخ لقد لقبوا أكثر من مقاتل عربي باسم سيف الله المسلول مثل خالد بن الوليد ومسلمة بن عبد الملك والمتوج الحقيقي بسيف الله المسلول هو الامام علي عليه السلام ، التاريخ يخضع لقوة السلطة وثقافة العروش تنسب الابداعات والبطولات الى المتسلط ، وهذه ليست غريبة لكون التزوير تأقلم مع تمشية الامور المزور هو الماشي في السوق ، تصوري ان الكاتب أحمد رجب تهكم من تيارات العبث واللامعقول التي انتشرت في الستينات ، قدم رواية بعنوان ( الهواء الاسود) تلفيقة عجيبة ليس لها متن او راس او نهاية ثم ارسلها الى مجلة الكواكب اشاد بها مجموعة من النقاد المصريين امثال سعد أردش وعبد الفتاح البارودي والدكتور عبد القادر الغمط والاستاذ رجاء النقاش أثنوا عليها كثيرا واعتبروها من الروايات العالمية الكبيرة المفاجأة المدوية التي سببت فضيحة كبيرة حين أعلن أحمد رجب انه هو مؤلف هذه الرواية متهما النقاد الكبار بالغفلة والتقليد وبعث العقاد الله يرحمه شماتته بالعقلية التي ترتقي الخداع
|