جاء في الروايات المتواترة عن منع معاوية الماء عن جيش امير المؤمنين عليه السلام كما فعل أعوان يزيد من منع الماء عن عيال الامام الحسين عليه السلام وجيشه في واقعة الطف بكربلاء: إنّ معاوية لمّا نزل بجيشه على الفرات إبّان معركة صفين وجعلها في حيِّزه، وبعث عليها أبا الأعور السُّلمي يحميها ويمنعها. وبعث أمير المؤمنين عليه السلام صعصعة بن صوحان إلى معاوية، يسأله أن يخلِّي بين الناس والماء، فرجع صعصعة فأخبره عليه السلام بما كان من إصرار جيش الشام على منعهم الماء. فلمَّا سمع عليٌّ عليه السلام ذلك قال: (قاتلوهم على الماء)، فأرسل كتائب من عسكره، فتقاتلوا، واشتدَّ القتال، واستبسل أصحاب الإمام عليه السلام وفيهم الإمامين الحسن والحسين والعباس بن علي عليهم السلام، أشدَّ شجاعة، حتى خلَّوا بينهم وبين الماء، وصار في أيدي أصحاب عليٍّ عليه السلام.
قال عبد الرحمن السلمي: شهدنا صفين مع علي عليه السلام فرأيت عمار بن ياسر لا يأخذ في ناحية ولا واد من أودية صفين الا رأيت أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتبعونه كأنه علم لهم، وشهد خزيمة بن ثابت الجمل وهو لا يسلّ سيفاً، وشهد صفين ولم يقاتل، وقال لا أقاتل حتى يقتل عمار فأنظر من يقتله فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (تقتله الفئة الباغية) فلما قتل قال خزيمة ظهرت له الضلالة ثم تقدم فقاتل حتى قتل كما جاء في أسد الغابة ج4 ص 43.
معاوية وأبوه ابو سفيان لعنهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أخرج نصر بن مزاحم قال: فنظر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أبي سفيان وهو راكب ومعاوية وأخوه أحدهما قائد وآخر سائق، فلما نظر إليه رسول الله قال: (اللهم العن القائد والسائق والراكب) قلنا أنت سمعت رسول الله؟ قال: (نعم وإلا فصمت أذناي) كما ورد في وقعة صفين ص217، وص 220، تحقيق وشرح عبد السلام محمد هارون.
في الروايات عن معركة صفين، إن عدد قتلى جبهة الحق مع أمير المؤمنين عليه السلام نحو 25 ألف، وعدد قتلى جبهة الباطل بقيادة معاوية بن ابي سفيان نحو 45 ألف. جاء في أسد الغابة: حجر بن عدي بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن كندة الكندي وهو المعروف بحجر الخير وهو بن الأدبر وإنما قيل لأبيه عدي الأدبر لأنه طعن على اليته مولياً فسمى الأدبر .وفد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو وأخوه هانئ وشهد القادسية وكان من فضلاء الصحابة وكان على كندة بصفين وعلى الميسرة يوم النهروان وشهد الجمل أيضاً مع علي عليه السلام.
|