جاء في كتاب فاجعة الطف للسيد محمد سعيد الحكيم: السلطة في الإسلام لو لم يكبح جماحه: من الطبيعي أن يجري الله عز وجل في دين الإسلام القويم تشريعاً على سنن الأديان السابقة، فلا يتركه بعد ارتحال النبي صلى الله عليه وآله وسلم للرفيق الأعلى عرضة للاختلاف والاجتهادات المتضاربة، بل يوكله للمعصومين الذين يؤمن عليهم الخطأ والاختلاف. بل هو أولى من الأديان السابقة بذلك بعد أن كان هو الدين الخاتم، الذي لا ينتظر أن يشرع بعده دين ونبوة تصحح الأخطاء والخلافات التي تحصل بين معتنقيه، كما تصدى هو لتصحيح الأخطاء والخلافات التي حصلت بين معتنقي الأديان السابقة عليه. قال سبحانه: "يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ" (المائدة 15) إلى غير ذلك. وقد كان المعصومون، الذين أوكل الله تعالى دينه العظيم إليهم، وجعلهم مرجعاً للأمة فيه، هم الأئمة الاثني عشر من أهل البيت، أولهم الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وآخرهم إمام العصر والزمان الحجة بن الحسن المهدي المنتظر صلوات الله عليهم أجمعين. ولسنا الآن بصدد إثبات ذلك، بل هو موكول لعلم الكلام، وكتب العقائد الكثيرة، ومنها كتابنا أصول العقيدة.
جاء في موقع الحكيم عن النواصب في الازمنة السابقة للسيد محمد سعيد الحكيم: السؤال : هناك بعض الفرق الإسلامية يظهرون العداء بشكل جلي للشيعة الإمامية ويتهمونهم بالغلاة، وغيرها من الافتراءات التي لم ينزل الله بها من سلطان، والشيعة براء من هذه الاتهامات ، وفي نفس الوقت هذه الفرقة تظهر حبها لأهل البيت عليهم السلام وأن الشيعة هم المخالفون لسيرة أهل البيت عليهم السلام والصحابة، هل هؤلاء الفرقة يعدون من النواصب أم لا؟ لأن المعروف أن الناصبي هو الذي يظهر العداء لأهل البيت عليهم السلام لا للشيعة ؟ الجواب: الجماعة المذكورة على قسمين : الأول : من هو صادق في دعواه محبة أهل البيت عليهم السلام أو عدم العداء لهم ، فهو لا يهمه أن يسمع فضائلهم ومثالب أعدائهم ويصدقها بالوجه الذي لو سمعه في حق غيرهم لصدّقه. الثاني: من هو كاذب في ذلك، فهو لا يريد سماع فضائلهم ولو سمعها أنكرها وإن ثبتت بطرق لو سمعها بها في حق غيرهم لصدقها، ولا إشكال في نصب الثاني، وأما الأول ففي نصبه وعدمه إذا كان يعادي الشيعة لأنهم أولياء أهل البيت عليهم السلام إشكال. غير أن الأولى بالشيعة أعز الله دعوتهم الصبر في محنتهم والثبات على مبدئهم، والدعوة له بالتي هي أحسن حتى تتضح الحقيقة كما اتضحت تدريجاً على مرِّ العصور: "وَمَن يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ" (المائدة 56).
جاء في كتاب رحاب العقيدة للسيد محمد سعيد الحكيم قدس سره: قال الله تبارك وتعالى "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ" (المائدة 67) رواية البيعة بمعنى مسح اليد عن الشيعة والسنة. وإنما رواه الشيعة بطرق متعددة، ذكر المجلسي عدداً منها. كما أن الطبرسي قدس سره ذكر بسنده عن الإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خطبة طويلة في المناسبة المذكورة، يقول فيها بعد أن نص على أمير المؤمنين عليه السلام بالولاية: (معاشر الناس إنكم أكثر من أن تصافقوني بكف واحدة، وقد أمرني الله عزوجل أن آخذ من ألسنتكم الإقرار بما عقدت لعلي من إمرة المؤمنين، ومن جاء بعده من الأئمة مني ومنه، على ما أعلمتكم أن ذريتي من صلبه. فقولوا بأجمعكم: إنا سامعون، مطيعون، راضون، منقادون، لما بلغت عن ربنا وربك في أمر علي، وأمر ولده من صلبه من الأئمة، نبايعك على ذلك بقلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وأيدين. معاشر الناس قولوا ما يرضى الله به عنكم من القول. فإن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعاً فلن تضروا الله شيئ. اللهم اغفر للمؤمنين، واغضب على الكافرين. والحمد لله رب العالمين). قال الإمام أبو جعفر عليه السلام: (فناداه القوم: سمعن، وأطعن، على أمر الله وأمر رسوله، بقلوبنا وألسنتنا وأيدينا. وتداكوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعلى علي عليه السلام، فصافقوا بأيديهم)