حدثٌ تأريخي اذهل العالم وحيرهم ،حيث تتجه القلوب والارواح قبل الاجساد الى قبلة العاشقين،وهم يحملون على عاتقهم اسمى معاني الحب والولاء والتضحية والفداء…
وعلى الرغم من تقادم السنين الا ان هذا الحدث العظيم يزداد رونقا وتألقا ،كيف لا والمقصود والمعشوق هو سيد الشهداء وابو الاحرار الامام الحسين (عليه السلام )الذي ضحى بكل شيء من اجل إعلاء كلمة لا اله الا الله ،ومن اجل استمرار الرسالة المحمدية ،لذلك كتب الله تعالى لنهضته ان تكون خالدة وحاضرة على واجهة التاريخ مهما كثرت وتفاقمت احداثه.
يبدأ العاشقون مسيرتهم الى معشوقهم الحسين (عليه السلام)،حيث تتجدد فيهم الذكريات المفجعة لما حدث في طف كربلاء ،فترتسم امامهم صورة حرق الخيام ،وصياح الاطفال ،وسبي النساء .
في الاربعينية يتجدد العهد مع اهل البيت الابرار ومع النهضة الحسينية التي اطاحت بكل العروش الظالمة والمتغطرسة …
هي مسيرة تلتهب فيها شعلة العشق الحسيني في قلوب الوالهين ،انطلقت هذه الجموع المليونية ؛لتعلن عن ولاءها ووفاءها ،ولتوقظ الضمائر الميتة من سباتها ،فتطرز للتاريخ اعظم دروس العطاء والسخاء .
في هذه المسيرة ترى العجائب ،كهول وشباب ،اطفال ونساء ،يمشون وهم يحملون رايات الفخرو العز والصلابة ،و يتحدّون كل المصاعب …رغم طول المسافات ،لايشعرون بتعب وعناء الطريق ،وكأن ارواحهم حلقت في السماء توقا لرؤية قباب المعشوق .
هي لوحة تعجز العقول عن وصفها ،رسمتها الارادة الالهية ،فتجسدت فيها اروع صور الكرم والايثار .
فلاتسمع غير صيحات تلبي نداء -الامن ناصر ينصرنا - فتعلو اصواتها ب (لبيك ياحسين).
ومن عجائب هذه المسيرة إنك ترى مواكب العشق على طول الطريق وهي تقدم كل مالديها لخدمة الزائرين ،فتراهم يتوسلون بالزائرين ويقنعونهم بكل الوسائل لقبول الضيافة والخدمة ، ضربوا بذلك اروع الامثلة والدروس في الايثار والعطاء والتواضع،فأستحقوا بذلك شرف حمل وسام خدمة سيد الشهداء .
ومهما حاولنا ان نصف هذه المسيرة ونتحدث عنها ،حقيقة نعجز عن ذلك ،لانها مسيرة نحو الكمال ،هي مسيرة العاشقين الى نبراس الثائرين ابي الاحرار وسيد الشهداء الامام الحسين (عليه السلام)،والحسين خالد لايموت …
|