• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : يحيى السماوي ... وقفة تأمل ! .
                          • الكاتب : حيدر الحد راوي .

يحيى السماوي ... وقفة تأمل !

كابن يصطحبه اباه الى مكان عمله , فيتأمل الولد ابيه , يمعن النظر في ادواته , ويراقب حركاته , حتى يرى ثمرة اخر جهوده , يتفحصها , فتنال اعجابه , من ذلك المنطلق اتأمل في نتاج الشاعر يحيى السماوي : 
1- يلتفت المتتبع لقصائد الشاعر يحيى السماوي , انه يستعمل الفعل الماضي في قصائده , وبشكل ملفت للنظر , قد تكون لذلك عدة اسباب , نذكر منها : - 
أ‌) ( الزمن كالسيف , ان لم تقطعه قطعك ) : غالبا ما يكون الشاعر او الاديب صاحب رسالة , او لديه اهداف يروم ان يوصلها بفنه الى المتلقي , فيعمل جاهدا على ذلك , لكن قد تعترضه ارهاصات معينة , كالتقدم في السن , او علة ما , فيرى ان الزمن يمضي , ولم يحقق ما يصبو اليه , بالشكل الذي يريد , وبالصورة التي يرسمها في مخيلته , فيشعر انه في صراع مع الزمن , فتتداعى عنده الازمان , فيغلب احدها او يطغى على نتاجه , وكان الزمن الماضي هو الغالب . 
ب‌) ( اذا ضجت , تذكر ايام عرسك ) : يضرب هذا المثل الدارج لحالة الملل او الضجر التي تنتاب البعض احيانا , ففي هذه الحالة ( حالة الضجر ) تذكر الايام الجميلة التي مررت بها , وليس بالتحديد ايام ( العرس ) , بل كل ايام الماضي الجميلة , فيعبر الشاعر عن عدم رضاه عن الواقع الذي يعيشه , فتعود به عواطفه واحاسيسه الى الماضي , فيصيغها بفنه بما يلائم الزمن الحاضر وقد تتوغل في غيبيات المستقبل ! .          
2- ما يلفت النظر ايضا , تمكن الشاعر من اللغة والمفردات , فيطوعها تطويع مقتدر , متمكن , كما يطوع الخياط القماش , فيصنع منه الثوب المتناسق القياس لصاحبه , بلا زيادة او نقصان , او كما يذيب الحداد المعدن , فيصبه في قوالب , لا تزيد ولا تنقص عن القالب , هكذا يذيب الشاعر لغته , يصبها في قالب افكاره , فلا تزيد او تنقص الفكرة على اللغة والمفردة المستعملة , ولا تفيض المادة اللغوية والمفردة على الفكرة وموضوعها . 
3- الكثير من اصحاب هذا الفن , ينتابهم شعور عدم الرضا عن نتاجاتهم , بالرغم من ان تلك النتاجات يشار اليها بالبنان , ففي خلال تاملاتي في كتابات الشاعر السماوي , لاحظت هذا الشعور ضيئلا في بعضها , وكثيرا في البعض الاخر .
4- العجلة في الكتابة من الصفات الذميمة , التي تفقد النص كثيرا من مضامينه القيمة , فيبدو ان الشاعر السماوي يتأنى كثيرا في الكتابة , كي لا يفقد النص مضمونه وصورته االجمالية , وقيمته المعنوية .
5- الجمال الصورة الشعرية : طالما وان قياسات اللغة والفكرة والمشاعر و الاحاسيس متناسقة , فتمتلك القصائد والابيات نوعين من الجمال : 
أ‌) جمال ظاهري : من حيث الطول ( عدد الابيات ) والعرض ( عدد الكلمات والحروف في البيت الواحد )  والعمق ( المعنى المطلوب ) .  
ب‌) جمال ضمني : من حيث الصورة الضمنية للقصيدة . 
6- الهموم : يلف الشاعر بين طيات ابياته الكثير من هموم مجتمعه , حيث يصفها بعدد قليل جدا من الحروف والكلمات , وفي ذلك امتياز وتألق , من باب ( خير الكلام ما قل ودل ) . 
7- الموسيقى الشعرية : تناغم الابيات في القصيدة الواحدة , يشكل ايقاعا موسيقيا خفيفا يطرب الاسماع بجودة العزف , حيث يشعر القارئ انه امام موسيقارا للكلمات والحروف .     
الشاعر انسان مهما بلغ من الثقافة والجودة الفكرية والمهنية , والانسان لابد له من هفوات , قد تحدث سهوا , او يتعمدها الشاعر , فيفهم البعض شيئا يختلف عن المقصد المطلوب , مبتعدا عن المعنى المنشود , وكما يلي : 
1- الاسلوب : اسلوب الشاعر السماوي متاحا لذوي الثقافة العالية وذوي الممارسات الشعرية ( شعراء – هواة الشعر – اصحاب الذوق الشعري ) , اما ذوي الثقافة البسيطة , لا يمكنهم استيعاب الفكرة اوالمضمون من القصيدة , وبعبارة اخرى , لا يفهموها , كما ان ليس لهم نصيب واف من نتاجات الشاعر السماوي , رائي الشخصي ( ان قبل لا بأس , وان لم يقبل يرد عليّ ) ان في ذلك ابتعادا عن هذه الفئة , التي تشكل الاغلبية , فرسالة الاديب لابد ان تصل وتستقطب الجميع .
2- الشعر مجال مترامي الاطراف , كبحر واسع متلاطم الامواج , للشاعر ان يسبح مع أي موجة يختار ,  فيقترب تارة من الساحل , ويبتعد تارة اخرى , يغوص الى الاعماق , ويطفو الى السطح متى ما يشاء , اما شاعرنا السماوي , فيبدو انه يغوص ويغوص لا يفكر في العودة , ولا يخشى الغرق , لانه سباح ماهر ,  طالما وان هناك من يفهمه , ويستفيد من تجربته , حيث ان هذا الحال يحصر الشاعر في نطاق ذوي الخبرة , فيكتفي بهذا الحد والعدد من المتابعين له , ولا يفكر بالعودة الى السطح , كي يستقطب اخرين , ويجرهم الى النهل من تجاربه الشخصية في هذا الميدان . 
 
هذا ليس كل شيء , من الممكن ان يقال في هذه الشخصية , فهناك الكثير , مما لا يسعني ذكره وفهمه , حيث اني اجهل الشعر ودهاليزه , كما اني لا اقرأ الشعر , وغالبا لا افهمه كما ينبغي , الا ان بعض الشعراء تستهويني بعضا من كتاباتهم اخص منهم بالذكر ( سامي العامري – عبدالفتاح المطلبي – والطالبي ... واخرين ) , فكتبت ما توصلت اليه من خلال جولاتي التأملية بين ابيات الشاعر يحيى السماوي . 
اعتذر عن امرين : 
1- عدم ذكر الامثلة . 
2- ان كنت قد أسئت للشاعر من خلال تطفلي على نتاجاته القيمة .   



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=17182
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 05 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15