تعمل الثقافة الاسرية على فهم قضية تنامي هذه الثقافة ، كونها ترتبط بالعديد من المجالات العلمية والاجتماعية ، ويبقى الجهد الابداعي الاجتماعي والنفسي والاسري له ثقله مع وجود التغيرات الاجتماعية والاسرية المتغيرة بقوة تبعا لأختلاف الآطر الاعلامية المؤثرة كشبكات التواصل الاجتماعي ، لهذا نرى ان اصدار كتاب ( سماوي ) للكاتبة (افياء الحسيني )انطلاقة جادة للتحاوربمفهوم العلم الاسري والثقافة الاسرية كمرتكز للتخاطب العام ، ساعية الى تنويع الخطاب ( 90 ) عنوانا من العناوين الفرعية المتنوعة معتمدة على العديد من المحاور منها المحور الأسري ــ التربوي ـــ وعالم الطفل وعالم المرأة ، وضرورات البناء الاسري ، وترسيخ مفهوم الثورة الحسينية وقضايا الاسرة والأطر التاريخية التي ساهمت في تفعيل منهاج أهل البيت عليهم السلام ، وعن الاعلام الاسري ومحاور أخرى ، لم تقدم لنا الكاتبة أي مقدمة نستدل منها على ماهية العمل التدويني وهويته ، يبدو انها ارادت ان تكون امورالتفاعل داخل تلك القيم المضيئة دون احتياجها الى مقدمات واهداءات وتنويهات كونها تدرك معنى الرأي ، في زمن تهشمت فيه القمم الاعلامية التي كانت تستثمر شهرتها في الترويج ، اليوم الجميع يكتب الكاتب والقارىء ومن يكتب اكثر ممن يقرأ ، المتلقي اصبح مؤلفا وكاتبا وناقدا ومحللا في شبكات التواصل الاجتماعي ، لاأحد يستطيع ان ينكر الكثير من التغييرات الاجتماعية والثقافية التي أحدثتها شبكات التواصل داخل الاسرة ، صار الكاتب يحتاج الى بهرجة اعلامية تساير المصطلحات المستوردة ليساهم دون ان يدري في تفكك بنية العلاقات الاسرية ، أي بمعنى انه يساهم ببث القيم الاجتماعية السائدة بالمستورد الاجتماعي والتركيز على زعزعة اليقين الديني عند الشباب وخلق متاهة ارشادية موهومة لضياع الاخلاق ، كتاب سماوي ارتكز على دراسة مواضيع اسرية تسلط ضوء الاعلام الاخلاقي الملتزم ، ارى ان عملها في الاعلام الاسري قد خدم مشروعها فتفاعلت مع المصدر اليومي مع الاسر ، حيث معايشة الارشاد الاسري فهي على تماس مع مرشدات الثقافة الاسرية والاجتماع والطب النفسي ومقابلة العشرات يوميا من مختلف الاعمار لتعزيز سبل التواصل ، وسهل لها معرفة المؤثرات الايجابية والسلبية مما مكنها من عرض المشكلة واعطاء مفاتيح المعالجة للتخلص منها ففي موضوع بعنوان ( شعاع النور ) اعطت التحذير اولا يا ويلنا من القادم ان لم نتدارك انفسنا لنصلحها بالتقرب الى الله وحده ومنحتنا مفاتيح المعالجة بالتقرب الى الله ومع هذا رسمت الامل لنرى في نهاية ذلك النفق المظلم انفسنا شعاع نور يهدينا الى الصراط المستقيم ، ، وفي موضوع ( لاأعطيكم ) الكثير منا يؤمن بوجود المؤثرات التكنلوجية والمجتمع المعلوماتي ويذهب باتجاه التأثير والتعامل معه أو التفاعل معه بينما الكاتبة افياء الحسيني تعمل على قضية مهمة ان لا اعتراض على البحث المستقبلي ومدركاته لكن لا يمكن ذلك دون ان نتحصن بالماضي المكون الاساسي للمستقبل الحقيقي ماذا يمكن ان تأخذه من نهضة الحسين عليه السلام ،ما نفع ان ننطلق الى المستقبل بهذا المستورد المؤثر ونحن نبتهل قيمة انفسنا ولا معنى لوجودنا ، علينا ان نعرف معنى الكثير ان ننتمي الى الخير ، قوم لا يعرفون الحسين عليه السلام ويعرفون به معنى الانسانية ، ونحن تغربنا عن الحسين صرنا نثور بلا هدف وعندنا الحسين عليه السلام مدرسة في يقظة الثورات ، يبعدنا عن العنف وعن الارهاب ، كانت ثورة قلب وعقل ، فلا سلمية بحرب تشعل الشوارع ، ماذا نريد ؟ واسئلة اخرى تطرحها الكاتبة الحسيني لتوضح لنا ان المعالجة الحقيقية تبدأ من دراسة الخطوة والعودة بها الى الصفاء الروحي ، وتذهب الى مرتكزات الطف الحسيني المبارك ، نجد في موضوع ( قائد الطف العظيم ) مفردات تقود الجملة الى حيثيات المضمون القصدي ، الصعود اليك/ ممسكة بحجابي / تريد ان تقول نجد المؤثر الحقيقي لديمومة شعلة الحياة هو الحسين ، وثورة الحسين القادرة على استخلاص السلوك الانساني الاسري السليم ،فاللامبالاة والعزلة والأنفراد نتائج تحدث بسبب غياب المؤثر الحقيقي وغياب الحوار الانساني الجاد ، والمحزن ان كبارنا من اهل الفكروالثقافة اعلنوا عجزهم امام وسائل الاعلام ومؤثراتها على الاسرة ، واذا أهل الفكر تخاذلوا امام الغزو الثقافي والفكري ، فماذا بقي لنا سوى الانتحار؟ ،ولو اردنا مناقشة هذه الامور سنجد ان السبب الرئيسي هو أننا نسينا هويتنا ، ولو كنا تمسكنا بها بقوة لإختلف الوضع ، الاسلام يوصينا بتنمية فطرة الصدق عند اطفالنا ، والطفل ينسجم مع المحيط الذي ينشأ به بصورة لاشعورية، الطفل لايخضع للنصيحة التي لايعيرها الوالدين أهمية ، بل كان علينا ان نعتني بتأثيرات
|