اصبحت ممارسة الزيارة الانموذج الأكثر تاثيرا في مجال التغيير الثقافي والاجتماعي والمعرفي. ولم تقتصر على البعد العبادي والروحي فحسب بل انها شملت ابعادا تغييرية في حياة الفرد الشيعي بل تعدت الى ابناء ملل ومذاهب أخرى ، فكان لوشائج الولاء لأهل البيت عليهم السلام ملامح اجتماعية ظهرت وانعكست كبعد أخلاقي واجتماعي في سلوكيات الممارسين للزيارة، ومن هذه الملامح:
١ـ اتساع العلاقة المبنية على التعايش السلمي بين المؤمنين٠
٢ـ اشاعة قيم التآلف والمحبة بين الزائرين ٠
٣ـ اتساع البعد الاجتماعي عباديا كأقامة صلاة الجمعة وصلاة الجماعة وقراءة القرآن ، وقراءة الدعاء بشكل جماعي وعقد المجالس الحسينية ٠٠٠٠ و هذه تحمل جوانب إجتماعية واضحة٠
٤ـ ايجاد الأنموذج الايجابي في المجتمع من خلال الأعمال التطوعية جماعة٠
٥ـ تجاوز الجنسية الواحدة والجغرافيية الواحدة لتشمل جنسيات متعددة ومن مناطق متعددة ايضا، وهذا يعزز اواصر المحبة مع الاخر٠
٦ـ ايجاد خطوات في الاصلاح الاجتماعي الذي تعرض الى الخراب، والتاسيس لأعراف اجتماعية صحيحة كبديل لأعراف موروثات اعراف جاهلية هزيلة وغير مقبولة ،بل ان الجميع ينصهر بثقافة الاسلام ومفاهيمه واحكامه من خلال ممارسة الزيارة ٠
٧ـ ايجاد مناخات من الرحمة والتعاطف والتجاذب بين المؤمنين تفرضه طبيعة الزيارة٠
٨ـ إشاعة قيم اخلاقية تدفع بالمجتمع نحو التحابب والتآلف الإجتماعي ليبلغ بها ذروة التكامل مثل الكرم- وبذل الطعام والعمل من اجل الاخر، في قبالها هناك تغييبا لخصال ذميمة كالبخل والاناينة المفرطة والجشع.
وهذه الملامح الاجتماعية قد جمعتها رواية قد ذكرت في كتاب كامل الزيارات عن محمد بن مسلم عن الإمام الصادق عليه السلام(عليه السلام) حيث قال:
قلت له: إذا خرجنا إلى أبيك أفلسنا في حج ؟. قال: بلى ، قلت: فيلزمنا ما يلزم الحاج ؟. قال: ماذا؟. قلت: من الأشياء التي يلزم الحاج ؟.قال: يلزمك حسن الصحابة لمن يصحبك .
ويلزمك قلة الكلام إلا بخير .
ويلزمك كثرة ذكر الله تعالى .
ويلزمك نظافة الثياب .
ويلزمك الغسل قبل أن تأتي الحير .
ويلزمك الخشوع وكثرة الصلاة ، والصلاة على محمّد وآل محمّد .
ويلزمك التوقير لأخذ ما ليس لك .
ويلزمك أن تغضّ بصرك .
ويلزمك أن تعود على أهل الحاجة من إخوانك إذا رأيت منقطعاً والمواساة.
ويلزمك التقية التي قوام دينك بها، والورع عما نُهيت عنه ، والخصومة ، وكثرة الأيمان والجدال...)
هذه ركائز اجتماعية كفيلة ببناء الانسان بناءا سليما، الجامع لمفردات هذه الوصايا البناءة والتي يفتقر اليها المجتمع التي تضمنتها الرواية الشريفة هو حسن الصحبة مع الاخر وقلة الكلام الا من خير والمواساة للإخوان ونبذ الخصومة والجدال، فهذه توصيات تحيا بها الأمة مشحونة بعناصر الخير الانساني والنبل وحسن السمت مع الاخر كلها منبعها ثقافة اهل البيت(عليهم السلام).
شيخ محمود الحلي الخفاجي/ ١٤صفر/ ١٤٤٢هج٠
|