• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لي عين بشار، ولكم عين الزرقاء .
                          • الكاتب : السيد غيث شبر .

لي عين بشار، ولكم عين الزرقاء

قبل أن يولد أرسطو، بل أستاذه أفلاطون، او حتى سقراط، كان الحكيم الاغريقي هرقليطس يدعو بشكل حماسي إلى أن القانون الوحيد الذي يحكم الكون هو مبدأ التغير، فكل شيء لا محال يتغير، ولا مناص أن يتحكم هذا المبدأ بكل المخلوقات، فكان من شغفه أن يلحظ التغير الذي أبهر ناظريه في الارجاء، حتى قال: إن لا رجل يستطيع دخول النهر مرتين !

فالتغير والحركة هي كما قال هذا الحكيم الإغريقي الضارب في القدم (ربما 500 ق.م.) كالمكان والزمان لا كون من دونهما، بل لعل التغيير هو الابن الشرعي للمكان والزمان في هذا الكون فهو نتاجهما ومظهرهما. فلعلنا لا نحس بالزمان وما يجريه في المكان إلا بالتغير الطارئ عليه، فالتغير هو عقب الزمان ومن ذا ورث حاكميته على الكون.

وعلى كل تقدير بالتغير او الحركة كي يمثل شكلا من اشكال التطور، لا بد ان يمثل تحسنا نحو الأفضل، تغييرا جديدا يسحق الأخطاء والسلبيات ويمهد للنجاح، فمبدأ التغير ينقسم إلى تغير سلبي وهو التقهقر، وايجابي وهو التطور، وهذا الذي يسعى الجميع إليه.

وكل هذا مرتكز على مرآة مهمة. تعكس لنا عيوبنا، فمشكلتنا نحن البشر نكون كزرقاء اليمامة عند عيوب الاخرين، ونضحى كبشار بن برد عند هناتنا ونقائصنا ، والسعيد من قلب ذلك الميزان، فعندما سيكون التغير في نفوسنا غضبا من مساوئها ورذائلها، وهنا يكمن سر النمو والتطور والسمو فالخطوة الأولى في طريق التغيير الذي سيجري شئنا ام أبينا أن نركز الضوء على أنفسنا بدقة، ونحدد مناطق الشر والخطأ والخلل فيها. كي تتجه بنا عربة التغير نحو الأعلى.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=170890
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 07 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15