يعتبر الكراص اهم طقوس (الدهوا ربا) للصابئة المندائيون الذي يبدأ عادة يوم 17 تموز ويتقدم او يتأخر يوما واحدا قياسا بالتاريخ الميلادي كل اربع الى خمس سنوات.

احتفل الصابئة المندائيون في العراق والعالم، امس السبت (16 تموز 2022)، بالعيد الكبير المسمى بالمندائية (الدهوا ربا) والذي يعتبر عيد  رأس السنة المندائية والتي تبدأ عادة في شهر (شباط) في التاريخ المندائي ويقابله شهر تموز في التاريخ الميلادي.

ويعتبر الكراص اهم طقوس (الدهوا ربا) الذي يبدأ عادة يوم 17 تموز ويتقدم او يتأخر يوما واحدا قياسا بالتاريخ الميلادي كل اربع الى خمس سنوات.

يقول الباحث المندائي وئام الزهيري “بدأ اليوم العيد الكبير وشهد يومه الاول اقامة طقوس الاحتفال والتعميد في المعبد المندائي (المندي) حيث حضرت العوائل المندائية في المحافظة وشيوخ الدين منذ صباح اليوم”.

واضاف الزهيري “وبدأت في تمام الساعة السادسة من مساء  السبت طقوس الكراص المندائي والتي تستمر لمدة 36 ساعة متواصلة ويبدأ بعدها الصيام ويستمر لمدة 15 يوما”.
الكراص المندائي

من جانبه بين الكاتب والباحث خضر المجراوي “يحتفل المندائيون بعيد رأس السنة المندائية بمناسبة خلق (مانا ربا) نفسه بنفسه بقدرة الخالق وصعود ملائكة النور الموجودين بالأرض لتقديم التهنئة والولاء له بهذه المناسبة”.

واضاف المجراوي “ويسمي المندائيون آخر ايام السنة المندائية ب(الكنشي وزهلي) ومعناه يوم (الاجتماع والتطهير) وفيه يصطبغ المندائيون في اليردنا برستة جديدة”.

وعن الكراص المندائي او ما تعرف بـ(الكرصة) يقول المجراوي “في هذا اليوم ملائكة النور الموجودون في الأرض يصعدون لتقديم التهنئة والولاء (لماناريا) بمناسبة (خلق نفسه بنفسه بقدرة الخالق).

فتغادر الأرواح التورائية الموكلة لحماية الأنفس البشرية من تأثير الأرواح الظلامية من تلتحق بهم بشرورها وكذلك الأرواح الموكلة لحراسة الماء الحي في هذه الدنيا هي الأخرى تغادر أيضاً إلى باريها لتعترف له وتشهد بأنها قد أنجزت بإتقان كل ما أرسلت لأجله في هذا العام وأيضاً بتجدد العهد بالاستمرار على هذا النهج ولتنجز كافة المهام الجديدة للعام الآتي”.

مبينا “تستمر مدة الاعتكاف (36) ساعة تبدأ من الساعة السادسة مساء وتنتهي السادسة صباحاً وفي هذه الفترة يلتزم المندائيون بالبقاء في منازلهم وتجنب الاقتراب من الماء الجاري خارج البيوت او لمس المزروعات والنباتات خارج البيوت بالاضافة الى عدم الخروج من الدار لأي سبب كان وجملة من المحظورات الاخرى”.
استمرار الاحتفال لمدة 36 ساعة

من جانب متصل يوضح الباحث في شؤون الاديان فلاح حسن بحسب نظريات عديدة حول العيد الكبير عند المندائيين فإن الخالق أمر بتصليب الأرض وتجهيزها للسكن من قبل ذرية آدم وفي نفس اليوم تم خلق آدم ونفخ الروح فيه ويستمر الاحتفال به لمدة 36 ساعة.

وهي فترة خلق الأرض باعتقادهم فلا يقوم أحد بلمس شجرة أو حيوان أو حتى الاختلاط بالمحيط الخارجي حيث يقوم الصابئة بتخزين الماء والطعام بما يكفي ليوم ونصف اليوم للاعتكاف داخل المنزل وممارسة الطقوس والتعبد.

وتبادل ابناء محافظة ميسان التهاني مع اخوانهم المندائيين في المحافظة وشهدت مواقع التواصل المحلية جملة من التمنيات لهم بأن تكون سنتهم المقبلة سنة خير وبركة.