روي عن الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام):
(( *صلةُ الأرحامِ تُزَكِّي الأعمالَ، وتنمِّي الأموالَ، وتدفَعُ البلوى، وتيسِّرُ الحسابَ، وتُنْسِىء في الأجلِ*)).
(الكافي، الشيخ الكليني ج8 ص9)
إنَّ الحديث واضح البيان في أهمية بناء المجتمع وآثار ذلك على الإنسان في الدنيا والآخرة، وقد أكدت الشريعة المقدسة على أهمية صلة الرحم وما فيه من البر والإحسان، وحرمة قطيعة الرحم وما فيه من عواقب وخيمة، ويمكن بيان ما يأتي من نفحات وآثار صلة الرحم الخمسة التي تضمنها الحديث المبارك:
١- *تزكِّي الأعمال*/ والزكاة هو النماء والبركة والعطاء الكثير، فصلة الرحم لها أثر على أعمال الإنسان الأخرى، حيث يجعل الله تعالى فيها البركة، والآثار المتجددة في قلوب الآخرين وأعمالهم.
2- *تنمِّي الأموال*/ فالإنسان الذي يصِل رحمه بتفقدهم عامة، ومساعدتهم خاصة فإنَّ الله تعالى يجعل البركة في أمواله، ويضاعف له ذلك، فهو أحد سُبُل الإنفاق في سبيل الله، حيث قال تعالى: ((مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)).
3- *تدفع البلوى*/ وصلة الرحم من أسباب دفع البلاء عن الإنسان؛ لأنه سيكون بعين الله تعالى من خلال التزامه بتعاليمه وإرشاداته، وذكره لله عز وجل، فالله تعالى يذكره كذلك، ويحفظ له تلك المواقف، وعلينا أنْ نستثمر هذا العمل حيث الحاجة الماسة لدفع أنواع البلاء.
4- *وتيسِّر الحساب*/ فالإنسان في يوم القيامة بأشد الحاجة إلى أنْ يكون حسابه يسيرًا لشدة هول ذلك اليوم العظيم، فيكون ممن قال الله تعالى فيهم: ((فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا))، وهذه أعظم هدية من الله تعالى لعبده الذي يجاهد نفسه في صلة الأرحام، والتواصل معهم وخدمتهم بما يحتاجون إليه.
5- *وتُنْسِىء في الأجل*/ النسيء أيالتأخير، فصلة الرحم قد تكون من آثار طول العمر في طاعة الله عز وجل، وهذا باب من أبواب زيادة الخير والعمل الصالح، كما ورد في الدعاء (واجعل الحياة زيادة لي في كل خير).
فهذه الآثار الخمسة أيها الأعزة الكرام لصلة الأرحام، فعلينا من الآن أنْ نأخذ هذا الدرس المبارك من الإمام محمد الباقر (عليه السلام)، ونفكِّر في هذه الطاعة المباركة، *فنستذكر الأعمام والأخوال والعمَّات والخالات وأبناءهم ونتواصل معهم ولو بالسلام فقط الآن* ، ومساعدتهم قدر الإمكان؛ لنحصل على ذلك الثواب العظيم في الدنيا والآخرة.
*استفتاء شرعي* (موقع السيد السيستاني)
- *السؤال*: ما هو أقلُّ ما يجزئ في صلة الأرحام؟
- *الجواب*: إبلاغهم السلام والتحية والتفقُّد عن أحوالهم ونحو ذلك
|