تعددت الأضرار التي قد تصيب المجتمع العالمي بشكل عام والمجتمع العراقي بشكل خاص؛ بسبب إدمان المخدرات ومنها جرائم القتل, والأغتصاب, والسرقة, فضلا عن الأذى الـذي تلحقه بالمدمن نفسه فقد يصل الأمر أحيانـا إلـى الانتحـار, إضافة إلى ضررها العقلي والنفسي على المدمن فهي مضرة صحيا للجسم فتسبب امراض القلب والكبد, لذا لابد من تسليط الضوء على هذا الملف المهم والمؤثر في ظل الاقبال المتزايد من قبل الشباب والمراهقين على تعاطي المخدرات, تلك السموم المدمرة والتي تعد من اخطر آفات العصر التي تواجهها مجتمعات العالم اجمع, ذلك السم الذي ينفت في روح الشباب ويقتل طموحهم وأمالهم ويهوي بهم إلى المتاعب, حيث تجعل من الشاب العوبة أسيرا لا يعلم شيئا من أفعاله واقواله, لذا حرمتها الشريعة الإسلامية وكذلك القوانين الدولية ووقفت منها موقف صارم وجاد.
اسباب تزايد الإقبال على المخدرات في العراق :-
- الأسباب السيكولوجية (النفسية) هي التي تتصدر زيادة تعاطي المخدرات في العراق بعد2003, فالضغوط النفسية, والظروف الاجتماعية والاقتصادية غير المستقرة, والاضطراب العاطفي, جميعها تلعب دورها في استمرار تعاطيها سيما وأن المخدرات اصبحت تباع على ارصفة الشوارع.
على صعيد الشباب, تشكل البطالة عاملا رئيسيا فـي زيادتها، لسبب سيكولوجي خالـص لأن مـن يـصـل الـى قناعة بأن الواقع لا يقدم حلا لمشكلته, يلجـأ الـى مـا ينسيه هذا الواقـع فيهرب عنه الى واقع أخر يجد فيه ما يريد.
- اسباب امنية تتعلق بضعف الجهاز الامني وضعف القضاء والدولة, حيث اصبح اليوم من السهل الحصول على المخدرات والاتجار بها؛ بسبب انسيابية دخولها للبلد من دول الجوار؛ بسبب الانفلات الامني وعدم الحزم في محاسبة المتاجرين بها, والمقصرين في إداء واجبهم الوطني من بعض المنتسبين الغير كفوئين في السلك الأمنيّ.
بعض الحلول لهذه الظاهرة :-
جاء في احدى الخطب من على منبر الجمعة في الصحن الحسيني الشريف على لسان الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام توفيقه) مجموعة من الوسائل والخطوات للحد من هذه الظاهرة :-
-" وجود رادع قانوني وعقابي صارم فأي مجتمع توجد فيه جريمة او ظاهرة اجتماعية يجب ان يكون هناك قانون وتشريع فيه من الاحكام القوية لردع الظاهرة او الجريمة.
- ضرورة توفير فرص العمل الكافية من خلال تشجيع القطاع الخاص والقطاعات المهمة الصناعية والزراعية ومراكز الشباب، فهذه المجالات لم تلق الاهتمام الكافي.
- ملء الفراغ الذي يعانيه الشباب، لإفراغ ما لديهم من طاقة وحيوية في أمور مفيدة، عبر برامج تنموية وبرامج ترفيهية.
- التوعية المجتمعية بشأن خطورة هذه الظاهرة ابتداءً من الأسرة إلى المدرسة والجامعة والإعلام وغيرها".
فما نتمناه اليوم أن تأخـذ القوانين والتشريعات والانظمـة التي تعالج مشاكل التهريب والترويـج والمتاجرة بالمخدرات تطبيقا صارما, وتأهيل لضحايا الإدمـان, وتوعيـة النـاس إعلاميا, لاسيما في الفضائيات بتقديم برامج بإشراف سيكولوجيين واستشاريين متخصصين تتوافر فيهم مواصفات تضمن استقطاب أكبر عدد من المشاهدين بما يضمن الحد من خطورتها أو القضاء علـى تعاطـيها. وكذلك انشاء ورش وندوات خاصة في الطرقات العامة, والمدارس والجامعات؛ لنشر مخاطر هذه الآفة الخطيرة, وإيجاد الحلول المناسبة لهـا, وتطوير سبل مواجهتها.
|