• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : التَّربِيَةُ فَنٌّ وَعِلْمٌ .
                          • الكاتب : زعيم الخيرالله .

التَّربِيَةُ فَنٌّ وَعِلْمٌ

كُلُّ الناسِ يُرَبُّونَ أَولادَهُم ، ولكن هلْ الْكُلُّ يُحْسِنُ تَرْبِيَةَ أَولادَهُ ؟ اكثرُ اسالِيبِنا التربوية هي أساليبُ بالِيَةٌ أَثبَتَ الواقِعُ فَشَلَها وعَدَمَ جدواها .

الْكَثْرَةُ الكاثِرَةُ من الآباء ، يعتبرون الضَّرْبَ أُسلوباً تَرْبَوِيَّاً ناجعاً ، ولكنَّ الامرَ ليسَ كذلك ؛ فالآباءُ الذينَ يُدمنونَ الضَّربَ لايعرفونَ التَّرْبِيَةَ وَأَبجَدِياتِها ؛ لأَنَّ التَّربِيَةَ فنٌ وعِلمٌ . الضَّرْبُ اسلوبُ العَجْماواتِ ، وعلى ابن آدَمَ أَنْ يَتَرَفَعَ عنهُ . الضَّربُ ليسَ فَنَّاً ولاعِلماً . الضَّربُ يجيدُهُ الجَميعُ ولكنَّ التربِيَةَ لايُحْسِنُها الاّ القِلَّةُ المتبصِّرَةُ الواعِيَةُ . من لايُحسنُ الاّ الضَّربَ عليهِ ان لايتصدى لأَيَّةِ مُهِمَّةٍ تَرْبَوِيَّةٍ ؛ لِأَنَّهُ ليسَ جَديراً بها.

الحاكم الذي لايعرفُ الاّ لُغَةَ القمعِ والقهر لايعرفُ أَبجَدِيّاتِ الحكمِ ؛ لانَّ الحُكْمِ شيءٌ والقمعَ شيءٌ آخَرَ . ومن يتصدى لادارة شركةٍ أَوْ مَشروعٍ ولايعرفُ الاّ التضييقَ وقَهرَ الموظفين لايحسنُ الادارةَ ؛ لانَّ الادارةَ شيءٌ والتضييق على الموظفين وقهرهم شيءٌ آخَر .هناكَ مَسْأَلَةٌ أُخرى هي "الحزم" وهي غيرُ القمعِ والعُنْفِ ؛ فالمُرَبِّي يجبُ أنْ يكونَ حازماً ، ولكنَّ الحزمَ شيءٌ والعنفُ شيءٌ آخر .

هل يعرفُ الآباءُ الذينَ يقمعونَ أطفالَهُم انّهم بذلك يُدَمِّرونَ كلَّ شيءٍ جميلٍ فيهم ، وبدلَ ان تكونَ العَلاقةُ بين الآباءِ وبينَ ابنائِهم مبنيَّةً على الحب والاحترامِ تصبحُ عَلاقَةً مبنيَّةً على الخوف .

الاطفالُ أَمانَةٌ في ايدي الآباءِ والمُرَبّينَ عليهم ان يحسنوا التعاملَ مع هذا الوجود اللطيف بدلاً من تدميره والقضاء على كل الامكانيات والاستعدادات الخيِّرَةِ فيه .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=169971
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 06 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 04 / 29