• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : نزهة ثقافية في جنائن التفسير (20) .

نزهة ثقافية في جنائن التفسير (20)

 (عَمِين):

 قال تعالى: «فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْناهُ وَالذِينَ مَعَهُ فِي الفُلكِ وَأَغرَقنَا الذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً عَمِينَ» (سورة الأعلاف: 64)، إخبار من الله تعالى عن قوم نوح انه لم ينفع معهم ذلك التخويف والوعظ والزجر, وانهم كذبوه -يعني نوحاً- فأنجاه الله تعالى ومن معه، وأغرق الباقين؛ لأنهم كانوا قوماً عمين.
 العمى الضلال عن طريق الهدى، فهم كالعمي لا يبصرون الرشد، وهم عمي عن الحق، وهذا العمى القلبي كان نتيجة أعمالهم السيئة، وعنادهم المستمر، وعمين: جمع عمي، وهو يطلق عادة على من تعطلت بصيرته الباطنية، ولكن الأعمى يطلق على من فقد بصره الظاهري .

(جاثِمِين):
 قال تعالى: «فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ» (سورة الأعراف: 91) وجاثمين يعني: باركين على ركبهم موتى, جثم يجثم اذا برك على ركبتيه، وقيل صار رماداً كالرماد الجاثم؛ لأن الصاعقة أحرقتهم, وقال: يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي، انما جاز ان يناديهم مع كونهم موتى, انها كانت زلزلة تهاوت على اثرها قصورهم، واندثرت حياتهم، حتى انه لم يبقَ منهم إلا أجساد ميتة، وجاثم: مشتق من مادة جثم، بمعنى القعود على الركب.

(الرِّجْز):
 قال تعالى: « وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قالُوا يا مُوسَى ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرائِيلَ» (سورة الأعراف: 134)، والرجز: يعني الشر، وقيل: هو الطاعون، مات في ساعة واحدة أربعة وعشرون ألفاً من كبرائهم، ويختص برحمته من يشاء، قال مولاي أمير المؤمنين (عليه السلام): انه أراد النبوة، والرجس يعني النجس، والرجز يعني العذاب، وقيل: رجس للعمل لقبيح، وقيل: تعني السخط والشر، ويجعله على الذين لا يؤمنون، فيسلبهم التوفيق، ويتركهم للتعاسة والشقاء. 

(الْمُنْظَرِينَ):
قال تعالى: «قالَ أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ» (سورة الأعرف: 15)، إبليس سأل الله تعالى أن ينظره، والانظار الامهال والتأخير والتأجيل الى يوم يبعثون، مدة الانتصار الذي طلبه، والبعث الاطلاق في الامر، والانبعاث الانطلاق أخره الله الى يوم القيامة، قال الإمام علي بن الحسين (عليه السلام): إن للمعاصي شعباً، أول ما عصي الله به الكبر، معصية ابليس استكبر, والحرص معصية آدم وحواء, والحسد معصية ابن آدم, «قالَ أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ» ولقد استجاب الله لهذا الطلب: «قالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ».




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=169603
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 06 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15