• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : نزهة ثقافية في جنائن التفسير (18) .

نزهة ثقافية في جنائن التفسير (18)

 (حَنِيذ):

 قال تعالى: «وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ» (سورة هود: 69)، قال الإمام الصادق (عليه السلام): كانوا أربعة: جبرائيل، وميكائيل، واسرافيل، وكروبيل، فجاء بعجل حنيذ، العجل هو ولد البقرة، والحنيذ المشوي، وقال لهم: كلوا فقالوا لا نأكل حتى تخبرنا ما ثمنه؟ قال: إذا أكلتم فقولوا: بسم الله، واذا فرغتم قولوا: الحمد لله، فقال جبرائيل الى أصحابه: حق الله أن يتخذ هذا خليلاً، فلما رأى أيديهم لا تصل اليه، أي لا يمدون إليه أيديهم نكرهم وأوجس منهم خيفة، قالوا: لا تخف انا أرسلنا الى قوم لوط.

(أَخْبَتُوا):
 قال تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُواْ إِلَى رَبِّهِمْ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ» {هود/23}، مشتقة من الاخبات، وجذرها اللغوي (خبت)، ومعناه الأصلي: الأرض المنبسطة الواسعة التي يمكن للإنسان أن يخطوا عليها باطمئنان وارتياح، فلذلك استعملت هذه المادة الخبت والاخبات في الاطمئنان أيضاً كما استعلمت في الخضوع والتسليم؛ لأن الأرض التي تبعث على الاطمئنان في السير خاضعة ومستسلمة للسائرين وعلى هذا يمكن أن يكون معنى الإخبات واحداً من المعاني الثلاثة الاتية كما ويحتمل لجميع هذه المعاني أن المؤمنين حقاً خاضعون لله تعالى، وأنهم مسلمون لأمر الله تعالى، وأنهم مطمئنون بوعود الله تعالى، قال الامام الصادق (عليه السلام): التسليم يعني الاخبات.

(يَعْمَهُونَ):
 قال تعالى: «اللّهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ» {البقرة/15} العمه: عامة قيل: كيف يخبر الله أن يمدهم في طغيانهم يعمهون، وأنتم تقولون انما أبقاهم ليؤمنوا لا ليكفروا، وأنه أراد منهم الايمان دون الكفر؟ قيل معناه: انه يتركهم وما هم فيه لا يحول بينهم وبين ما يفعلونه، ولا يفعل بهم، ويذرهم في طغيانهم يعمهون، لا يدل على انه تركهم ليطغوا، انما أراد انه خلّى بينهم وبين اختيارهم، وإن لم يرد منهم الطغيان.

(الْمُمْتَرِينَ):
 قال تعالى: «الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ» {البقرة/147} يعني من الشاكين، والإمراء: الاستخراج بالاستدرار، فلا تكن من الشاكين فيما يلزمك استخراج الحق عنه، الممترين الذين يغمزون خيلهم بساقهم, بالشكر تمتري النعم، أي تستدر، قيل إن هذا وان كان خطاباً للنبي (ص)، فإن المراد به الذين كانوا شاكين في نبوته.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=169015
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 05 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 16