رواتب المتقاعدين في السليمانية ما تزال تعتمد على الوقوف في طوابير مزدحمة لساعات طويلة وسط عوامل الطقس المؤثرة والمتعبة لكبار السن، دون مراعاة لأوضاعهم الصحية، وذلك رغم المطالبات المتكررة بتحويل آلية دفع الرواتب إلى النظام الإلكتروني وإنهاء المعاناة التي أدت حتى الآن إلى وفاة “خمسة” متقاعدين.

وقال رئيس مجلس محافظة السليمانية، آزاد محمد أمين : إنه “سبق أن رفعنا توصيات إلى وزارة المالية والاقتصاد في حكومة الإقليم، طالبنا فيها بإيجاد حل سريع ومستمر لمشكلة تسلم رواتب المتقاعدين التي يعانون منها منذ سنوات والتي تتمثل بعدم توفر مكان ملائم لانتظار المتقاعدين، فضلاً عن أن التسلم (يدوي) الأمر الذي يرهق المتقاعدين في الانتظار لساعات طويلة”.

ونوّه بأن “أبرز التوصيات التي طالبنا بها؛ فصل رواتب المتقاعدين العسكريين عن المدنيين، وزيادة منافذ توزيع الرواتب من قبل المصارف، وتوفير أماكن ملائمة للمتقاعدين عند انتظارهم لتسلم الرواتب، وأن تكون الأولوية لرواتب المتقاعدين”.

من جانبه، أوضح مدير مكتب مفوضية حقوق الإنسان في السليمانية، صابر عبد الله كريم، في حديث لـ”الصباح”، أن “المفوضية قامت بتقديم ثلاثة تقارير إلى رئاسة هيئة حقوق الإنسان في أربيل من أجل وضع حلول سريعة وعاجلة لمشكلة تسلم المتقاعدين رواتبهم بشكل (يدوي)”.

وأكد أن “هذا الأمر يعد خرقا لحقوق الإنسان وهو حقهم الطبيعي بتسلم رواتبهم جراء سنوات خدمة طويلة في المؤسسات الحكومية”.

وأشار إلى “قيام المفوضية بزيارات ميدانية لمصارف المحافظة للاطلاع على الظروف الصعبة التي يمر بها المتقاعدون كل شهر، وقد وجدناهم يقفون في طوابير لمسافة كيلو متر في الشمس، وفي فصل الشتاء عانوا من البرد، وقد طالبنا الهيئة بتحويل الرواتب لنظام الدفع الإلكتروني”.

معرباً عن أمله أن “تكون الإجراءات بتنفيذ البطاقة الإلكترونية سريعة لإنهاء المعاناة المتكررة شهرياً”.

على الصعيد ذاته، بيّن مدير تقاعد محافظة السليمانية، آراس حمه غريب، أنه “منذ سنوات طويلة بدأنا بتطبيق البطاقة الإلكترونية (الكي كارد) بواسطة (مصرف الوركاء)، واستمر العمل بها لمدة سنة، إلا أن مشكلات مالية مع المصرف حالت دون استمرار العمل بها”.

وأوضح أنه “إلى الآن ما زالت بذمة (مصرف الوركاء) أموال لصالح مديرية التقاعد بسبب إعلان إفلاسه”.

مرجحاً “عدم نجاح تجربة البطاقة الإلكترونية لعدم قدرة المتقاعدين على التعامل معها وتعلم آلياتها، بالإضافة إلى وجود العديد من المشكلات التي رافقت عملية تطبيقها، لذا نفضل الاستمرار بنظام التسليم اليدوي عوضاً عن الإلكتروني” على حد قول مدير تقاعد السليمانية.