قد يوجد حلول توافقية لبعض النصوص الدينية ، ولكن هناك نصوص لا مكان للتوافق فيها فهي على طرفي نقيض إما صح او خطأ . اتذكر قديما عندما كنت اقرأ في الكتاب المقدس ، اجد الكثير من هذه النصوص التي تتضارب فيما بينهما بشكل لا حلّ له على الاطلاق إلا المكابرة والعناد والتفلسف الخالي من أي معنى . ومن ذلك على سبيل المثال ورود فقرتين في الكتاب المقدس عن امرأة . يقول احد النصوص بأنها عاقر ولم تلد ابناء إلى أن ماتت .
بينما النص الثاني يقول عن نفس المرأة بأنها ولدت خمس اطفال.
النص الأول يقول في سفر صموئيل الثاني 6 : 23 ( ولم تنجب ميكال بنت شاول ولدا إلى يوم موتها).
النص الثاني في سفر صموئيل الثاني 21 : 8 يقول (وأبناء ميكال ابنة شاول الخمسة الذين انجبتهم) .
وكنت ادور واطرح هذا السؤال على كل قسيس يزور كنائسنا فيُماطلون في الجواب ، إلى أن تطوع يوما احد القساوسة الشباب فقال : (صحيح ان ميكال ابنة شاول كانت عاقر، ولكن الرب نسب الخمس أطفال لها لانهم ابناء اختها).
فقلت له ولكن النص يقول : (الخمسة الذين انجبتهم). ولم يقل النص (الخمس الذين تبنتهم). وكلمة انجبتهم : اي حملت بهم وولدتهم . يضاف إلى ذلك أن اخت الأم يُقال لها (خالة). وهي بمثابة أم فقط في مجال الحرمة ، اي لا يجوز لأبناء اختها الزواج منها ، فهي حرام عليهم كأمهم.
فقال : إذن ما هو الجواب برأيك ؟؟
قلت : الجواب هو أن كاتب هذه النصوص بشر يخطأ ، ولذلك نسى أنه كتب في بداية السفر بأن ميكال كانت (عاقر). ولو كان كلام الرب فعلا لما نسى. فقد وصف الرب نفسه بالرحمة وعدم النسيان كما يقول في سفر التثنية 4: 31 ( الرب إلهك إله رحيم .. لا ينسى).

|