كيف تقدم المشورة؟
بما أنك تقدم المشورة، هل يعني أنك أكثر إدراكاً وفهماً عن الآخرين؟
وإذا صحّ ذلك، عليك أن تقدمها وأنت تمتلك روح التواضع دون أن تتعالى على الآخرين. ارى أن بعض الناس (يمطون) الحرف، وهم يتحدثون ويطيلون الشرح مع ميلان باللسان، وكأنهم يقدمون منجزاً عظيماً، وهم يتحدثون في أمور يعرفها الجميع، وبعضها من أولويات تربية كل بيت. أعتقد أن هذا التمنطق بالمعلومة هو الذي جعلهم يكونون سطحيين، لابد من الغوص في معنى العمق المعرفي، والتخلص من التعالي، وأخذ العلم وتعليمه، ومعرفة أن القيمة الاسمى لوجودك هو نفع الاخرين، وليس جعلهم صغاراً أمام مشوراتك مهما كان فعلها.
لغة الحوار:
كيف يكون حال الفتيان إذا كان كبارهم لا يعرفون لغة الحوار والنقاش، كيف بالطلاب مع معلم لا يجيد سوى إملاء المقرر؟ كيف إذن ستكون تنمية المواهب والسعي المعرفي الذي لابد أن يكون مؤثراً في نفسية الطلاب.
لمن يعرضون الاشكالات الفكرية، نقول: اليوم الجيل يحتاج التوجيه اكثر من الجيل الذي سبقه لتعدد المصادر، وكيف سيكون حالهم مع الطريقة القمعية والاسلوب الجاف؟ كم هو جميل لو استمع المعلم لطلابه، وكيف سيكون مصير الفتيان وهم يفتقدون اجواء الحوار؟ الى متى ننظر الى المدرسة أنها وظيفة تعليمية فقط.
تحصين النفس من الوباء:
لماذا لا نجيد تحصين انفسنا من الوباء؟ لماذا ما زلنا الى اليوم نرفض التعايش مع محصنات الوقاية؟ أترانا نهوى المعانقة كموروث عرفي واجتماعي؟ وهل نستطيع أن نتخلص منها؛ سعياً لتحصين أنفسنا وأحبابنا؟
لا يمكن ان نغير بعض العادات والتقاليد لنواجه الوباء؟ السلام دون المصافحة، ولنعلم انفسنا؛ كي نعلم الاهل وخاصة الاباء الذين تربوا على المعانقة، وهم الى اليوم يستهينون بالوباء، وهم على توق للمعانقة ليل نهار، مع كل ضيف وصديق وعابر سبيل!!
تعليقات:
لماذا اصبحت الاسباب البسيطة تثير كثيراً من المشاكل والعوائق النفسية لتصل حدّ الاحباط؟ وهي امور لا تستحق هذه الجلبة. بعض الأصدقاء يزعلون؛ لأن مواضيعهم تمرّ بلا اعجاب، وبلا تعقيبات وتعليقات، وكأن هذه التعقيبات هي الشهادة الضامنة للإبداع، وكل واحد منا يمتلك الآلاف من الاصدقاء الافتراضين ومئات من المواضيع تنشر كل عشر دقائق.
وقد يكون أحدنا مريضاً أو به تعب أو سيء المزاج، ولا يستطيع ان يعقب على كل هذه المجاميع، وما ارتباط الاعجابات بالإبداع، وهي مشرعة ومعلومة انها للمجاملات؟ وهناك سؤال صعب يوجه للغاضب:ـ هل انت تكتب من اجل الحصول على هذه الاعجابات؟ في هذه الحال الكفّ عن الكتابة أسلم.
|