• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : استطلاع رأي.. (العرافة والثقافة العامة)  .
                          • الكاتب : سوسن عبدالله .

استطلاع رأي.. (العرافة والثقافة العامة) 

  العرافة هي ممارسة التنبؤ بالمستقبل، وتستخدم وسائل معينة معتمدة على الخوارق، أغلبها يشتغل بالدجل والشعوذة ولغرض الكسب التجاري، والأساليب الشائعة عندنا في العراق باستخدام البلورات وقراءة الكف وقراءة الفنجان والسحر، وتكسب العرافات عندنا شعبية عالية بين النساء، تستخدم العرافة (الفوالة) كما نسميها بلهجتنا العراقية معرفتها بالمعلومات الشائعة في المجتمع العراقي وقراءة نفسية بما تخشاه المرأة من المستقبل ومخاوف مثل: سر التعطيل، وتأخير القسمة، وبالنسبة للمتزوجات، الخوف من الزوجة الثانية التي قد لا توجد الا في مخيلتهن، ما يدهشني أن أغلب النساء اللواتي يلجأنَ الى العرافات هن من الطبقة المثقفة والمتعلمة ويتمتعن بوظائف مرموقة.

 ويدعي العرافون والعرافات أن المعلومة مصدرها الملائكة، يأتون بها للعراف ويثبتون كلامهم على أن الشياطين لا تأتي من يقرأ القرآن، ومن الطبيعي ان النسك يستخدم للتمويه والتوهيم بأنهم لا يملكون أي شر، بل هم يسعون لخدمة الناس، ونلاحظ أن ازدياد القبول على العرافات مع حالات التردي الاقتصادي والروحي والفكري عند المجتمع، نريد من خلال هذا الاستطلاع ان نرى تفكير الشباب، وهو ينفتح اليوم على وسائل التواصل الاجتماعي، وعوالم البحث الحر في شبكات الانترنت والتطور الفكري الحاصل عند الشباب، فهل يصدق الشباب بأن الملائكة تخبر اولئك الدجالين ليبتزوا العالم من خلال هذه المعلومات، ويمنّوا عليهم بالحقيقة بأنهم يكتشفون المجرم الحقيقي؛ كي لا يضيع بريء.
 لا مجال لاستخدام التشخيص المباشر، بل حالات مختصة بالأمور الاجتماعية، قبل الاستطلاع التقيت بخبيرة اجتماعية (سحر جميل عودة)، وقالت: إن المشكلة في اعلانات الترويج والدوافع النفسية التي تزرع التطبعية، كثرت الفضائيات بالقنوات الخاصة التي اعدت للسحر وعمليات الشحوذة الالكترونية، واطلقوا مصطلحاً جديداً هو (المعالجون الروحانيون).
 ومن أجل زرع الأمية الفكرية في المجتمعات الاسلامية، فتحت مواقع كثيرة تعلم السحر المغربي والطلاسم العبرية، عن جهات تصدر فيديوات تعلم المشاهدين طرق السحر وخطوات استحضار (الجن السفلي - الجن العلوي) ولو تأملنا في العبارات التي يستخدمها الاعلان عودة المطلقة خلال ثلاث ساعات، وانهاء المشاكل الاسرية، هل تود الاحتفاظ بزوجك، واشياء اخرى تخص كافة الامور الحياتية والرغبات وساحتهم كافة الاعمار لتنوع الحاجات الانسانية.
 وتحت يافطة الاختصاصيين صار مشروعهم بعنوان توصيل العمل السحر الى البيوت، وانشاء كروبات كبيرة تحت مسمى السحر الاسود والسحر الصائبي، وتقدم عروض مغرية لاقتناء الخواتيم الروحانية المزينة بأحجار سحرية يزعمون انها تمنح الهيبة واحجية ضد الحسد والعين والكثير من امور الدنيا، وهذه طرق احتيال تعلم وتدرس آلافاً من شبابنا ليمارس الشعوذة بنفسه، وتستطيع اي مشعوذة تبحث في موقع كوكل لتشخيص كل حالة اجتماعية، وتلك هي المحنة التي تحتاج الى معالجة حقيقية لغلق هذه الفضائيات والمواقع، نعود الى استطلاعنا ولتمحيص رأي الشباب لمعرفة كيف ينظرون الى هذه الظاهرة:
سيف علي أحمد - موظف: 
 علينا اولاً النظر الى شرعية هذه الممارسة، وثانياً أن نفكر في كيفية هذا الرواج الكبير بين الصغار والكبار وامكانيات التصديق من طرف العديد من الناس، هل الشعوذة مرغوبة الى هذا الحد؟ اين التطور الذي ندعيه؟ اين الحضارة والفكر؟ هل سيعود لنا مشهد (الفتاح فال) وهو يعلن عن قراءة الغيب، ومعرفة الطالع.
 واسباب صمود المشعوذين امام حملات التوعية والتثقيف، يعود الى استمرار الطلب على العرافين والعرافات، يعود الى ان التطور والتحضر لم يطور العقلية الاجتماعية، ما زالت البداوة فيهم والعقلية الامية التي تبحث عن قوى خارقة تجلب الوظيفة والزوج ولم يقتصر الدور على البسطاء، فهناك مستويات مختلفة واصله اجتماعياً ما زالت تبحث عن الخوارق وهذا بطبيعته يرفع مستوى العرافين.
سناء جمعة عبد الإله - معلمة جامعية:
 لنكون صريحين ونسأل: لماذا تعجز التوعية المعرفية والارشاد الديني عن التغلب على هيمنة الخرافة وسطوتها على الفعل؟ لأن الخرافة لها مميزات لا تمتلكها بعض الحقائق، الخرافة بسيطة الفهم وسهلة القبول، اما ان تلمس في الانسان جوانب الامل أو فيها انتصار لمعتقداته أو انتشال لإحباطاته أو تمنح اليائس حلولاً وهمية لمشكلات معقدة كذلك في الخرافة تجارة رابحة، يستثمر المدركون نوعية الخرافات التي تجد قبولاً في مجتمعاتهم وتنشط بالترويح لها، لابد اذن من الاعتماد على بث الوعي الروحي والا سنعتقد أن المجتمع القادم أكثر حضارة، وما نخشاه أن يكون أكثر تمسكاً بالشعوذة. 
صباح ياسين حمزة - أعمال حرة:
يستعملون العلم النفسي لجذب العقول بالقليل من الترهات، فمن منا لا يعاني من مشاكل؟ قلة الثقة بالنفس وضعف الوازع الديني تساهم في تصديق مثل هذه الأكاذيب، الملاحظ أن المجتمع العراقي يرفض هذه الظاهرة، لكنه يمارسها؛ لكونه يعرف أن الظاهرة متخلفة فكرياً، وأصبحت مكسباً غير شرعي لكثير من العوائل. 
سارة محمد كاظم - ربة بيت: 
 لدينا دجالات ماهرات يعملن في تجارة لبيع الوهم، أو الخرافة، بضاعتها رائجة ومطلوبة للكثير من الناس والأسباب كثيرة، أهمها: ضعف الواعز الديني وضعف الشخصية وهشاشتها لدرجة تقنع بأي امر سهل مثل: الجهل والفقر الذي يجعل الناس تمشي خلف الاوهام، وعندما يكون للخرافة مشايخ وجماهير وقنوات فضائية تستضيف مثل هؤلاء الدجالين تعلم انها باتت تجارة تدر المال الوفير، وتجلب الكثير من المشاهدين وحتى الابراج، هل من العلم أن نرهن ايامنا ببرج، وبرج الزوج، لنقرر بعدها نوع الحياة التي سنعيشها؟ تلك مصيبة..!
الخلاصة: يتفق الشباب على عدم شرعية العرافة والتنجيم، وهو يعتبر ظلماً كبيراً على الناس ناتجاً من السحر والشعوذة والدجل.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=168061
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 05 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15