• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مشكلات الشباب الفكريّة والعقائدية .
                          • الكاتب : علا الحميري .

مشكلات الشباب الفكريّة والعقائدية

إنّ التركيز على فئة الشباب لمعالجة المشاكل التي يتعرض لها، سواء منها الدينية أو الاجتماعية أو التربوية أو غيرها، أمر  ضروري ومهم جداً؛  لأنه يقع على عاتق هذا الجيل مهمة الإعداد للمستقبل القريب، والبعيد أيضاً، لأي شعب من الشعوب أو ملة من الملل، ولأن فئة الشباب من بين فئات المجتمع تحتل أكبر مساحةٍ من  التأثّر بالمحيط الخارجي خصوصاً إذا لم يكن يملك أسساً سليمة، لذا وجب تناول جانب من المشكلات التي تتعرض لها هذه الفئة في مسيرة الحياة.

يواجه الشباب اليوم الكثير من المشاكل التي تعيق بناءهم الفكري والعقائدي السليم، فمع كثرة الشبهات والأفكار الإلحادية و التيارات المنحرفة، وانتشار منتحليّ العمامة ومتلبسيّ الدين، وتغييب الوعي وتسخير الإعلام للمصالح الحزبية، مما جعل الشباب بعقل بسيط وساذج يصدق كل أمر او قضية او حدث من دون أي تمعن او إدراك واقعي للأمور والقضايا، كذلك الخطاب الديني الطائفي والخطاب السياسي المؤدلج ومع وجود تعليم بائس فقير ومؤثرات أخرى في المجتمع تضلل الأفكار، كل هذه العوامل عملت على تزييف الحقائق وقلب الأمور فأصبح الصديق عدوا والعدو صديقا، والحق باطلا، و الفضيلة رذيلة، والاستقامة انحرافا، كل هذه العوامل ادت إلى تزايد مشكلات الشباب العقائدية ونفورهم من الدين والمتدينيين وتشكيكهم في الكثير من المعتقدات الدينية.

أنّ الحل لهذه المشكلات العقائدية و الفكريّة والأخلاقية التي تعصف بشبابنا يكمن في تنمية الخلفية العلمية والفكريّة لديهم ويكون ذلك بالتسلح بالعلم والمعرفة لدرء هذا الخطر، كما نوه سماحة المرجع الأعلى السيّد السيستاني (دام ظلّه) بعد إنتهاء الحرب العسكرية على العدو الداعشي، "المرحلة القادمة هي الاخطر لأنها حرب فكرية ضد الدين والمذهب والرموز الدينية وتشكيك العامة بكل المعتقدات فعليكم بتسليح انفسكم بالعلم والمعرفة لتوجيه الناس ودحر الخطر الآتي". فالإسلام هو دين العقل ولا يوجد أي تعارض مع العقل، وإن وجدنا بعض التعارض فهو راجع إلى جهلنا وعدم تدبرنا، إذ من الواضح أن التلازم بين الدين من جهة والعقل من جهة أخرى لا يعني أن أي إنسان - مهما كان علمه- يستطيع الإجابة على الشبهات والمعتقدات المنحرفة فالكثير منها يحتاج إلى تدبر وتفكر عميق، فهنا يتوجب على رجال الدين ان يأخذوا دورهم في التصديّ لهذه الشبهات والأفكار المضلة وبطريقة تلائم مستوى تفكير الشباب وبما يتناسب مع المقام، ويكون ذلك بالنزول إلى أماكن تتواجد فيها الطبقة الشابة، كمجتمع الجامعة على سبيل المثال، وعقد جلسات حوار للنقاش والإجابة عما يدور في اذهانهم، فنحن في الواقع- ما نحتاجه اليوم هو ثورة ثقافية تنبع من الأمة  و تكاتف حقيقي للنهوضِ بشبابٍ واع، لا يتأثر ويؤثر بسهولة.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=167994
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 05 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15