• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : نزهة ثقافية (11).. .

نزهة ثقافية (11)..

 (المُرجِفُونَ): 

قال تعالى: ((لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا)) (الأحزاب/60). يرى السيد مكارم الشيرازي في تفسيره الأمثل المرجفون مادة ارجاف هي إشاعة الاباطيل بقصد إيذاء الاخرين واحزانهم، وأصل الارجاف الاضطراب والزلزال.
 ولما كانت الاشاعات الباطنة تحدث اضطرابا عاما، فقد اطلقت هذه الكلمة عليها, والاصل ان موسى وهارون (عليهما السلام) ذهبا الى جبل وودع هارون الحياة فاشاع المرجفون من بني إسرائيل ان موسى (عليه السلام) قد تسبب في موته, فأبان الله سبحانه حقيقة الامر، واسقط ما بيد المرجفين.
 وجاء في كتاب في تفسير غريب القرآن: المرجفون في المدينة يتعللون بالأخبار المضعفة لقلوب المسلمين في سرايا النبي (ص) يقولون: هزموا وقتلوا, واصله من الرجفة وهي الزلزلة؛ لكونه خبرا متزلزلا غير ثابت، والرادفة هي النفخة الثانية بعد الرجفة.


(مِرْيَة): 
قال تعالى: ((أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَاء رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطٌ)) (فصلت/54).
جاء في كتاب (التبيان في تفسير القرآن) للشيخ الطوسي (قدس سره) المراد بالمرية به أمته ان يكونوا في شك من عبادة هؤلاء يعني الكفار الذين تقدم ذكرهم، وانه باطل. (المرية) الشك في ظهور الدلالة البينة، وأصله مري الضرع ليدر بعد دروره، فلا معنى الا العبث بفعله، ويرى أن المرية هنا الشك في لقاء الثواب من ربهم وعقابه؛ لأنهم في شك من البعث والنشور, فمن هو المخاطب في قوله: ((فَلَا تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ))؟ الاحتمال الأول ان النبي (ص) وهذا وارد فهو ليس اول خطاب يوجه الى النبي (ص)، ويكون المقصود به عموم الناس، وهذا التعبير هو أساسا ضرب من البلاغة، حيث يوضع المخاطب غير الحقيقي مكان المخاطب الحقيقي لأهميته ولافتراض اخرين. والاحتمال الثاني المخاطب بهذه الآية كل مكلف عاقل، أي لا تكن أيها المكلف العاقل في مرية وتردد والاحتمال الأول اقرب.

(خَتَّار):
قال تعالى: ((وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ)) (لقمان/32)
 الختار الغدار بعهده، وأقبح الغدر هو صاحب ختل وختر او في التفسير الاصفى للفيض الكاشاني يعني غدار ينقض العهد الفطري، وما كان في البحر. والختر اشد الغدر. ويرى القمي ان الختار كفور النعم.
 وفي كتاب التبيين القرآن: ناقضا للعهد الذي اخذه الله على عباده بما اودع من الفطرة. وفي التفسير الأمثل للسيد مكارم الشيرازي ان ختار من الختر بمعنى نقض العهد وتعبير ختار وكفور مقابل بتعبير صبار ومشكور.
 الكفران مقابل الشكر ونقض العهد مقابل الصبر والثبات على العهد؛ لأن الوفاء بالعهد لا يتم الا من قبل الثابتين الصامدين أولئك اذا توهج الايمان الفطري في أعماق ارواحهم، فلا يدعون هذا النور ينطفئ مرة أخرى.

(كِسَفًا):
قال تعالى: ((فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِّنَ السَّمَاء إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ)) (الشعراء/187) 
 يرى الشيخ الطوسي ان كسف يصلح للكثير والقليل، يعني مثل اعطني كسفة من هذا الثوب أي قطعة منه، والكسوف انقطاع النور، والكسف ربما صدر من كسف كسفت الشيء أي غطيته الغطاء عمن يراه فكأنهم قالوا: تسقطها طبقا عليا.
 وفي لغة القطعة المراد قطع من السماء, نبي الله شعيب (عليه السلام) وهو يواجه هذا التعبير غير الموزون والكلمات القبيحة وطلبهم عذاب الله، فكان جوابه الوحيد لهم انه قال: ((ربي اعلم بما تعملون)) ويشير الى ان الامر خارج عن يديه وان انزال العذاب واسقاط الكسف من السماء غير مخول بها ليطلب ذلك مني.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=167980
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 05 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 16