أيه يازكي .. 
ماذا تخبيء لك الايام في قادمها ..!!؟؟؟
بعد ان ركضت بك خببا نحو صهوات مجد لم تحلم بها ام زكي ( امرأة الشرطي ) ولااسلافك ولاحتى انت واصبحت نقيبا بثلاث نجمات ذهبية وتثقل صدرك انواط شجاعة بعددها وصداقة مع السيد الريس وراتبا مضاعفا وسرية عسكرية تحت امرتك لم يحصل على مثلها القعقاع في القادسية الاولى في حين لم يصل صفوك الشمران الوالد بعد خدمة ثلاثة عقود ولا حتى احد ابناء العشيرة الاقربون والابعدون الى ابعد من رتبة عريف شرطة او نائب ضابط على احسن الفروض .. هل ستقتلك بنفس العجالة على ارض تحبها من اجل قضية تمقتها وتلعنها والقائد والظروف التي اتت به من دون ان يعرف او يطلع على يغضك للقائد احد حتى اليوم ولم تصرح بذلك حتى عندما اعترف جاسم حسوني بكرهه وشتم القائد علانية في حضرتك . ماذا لو زارك المسؤول الحزبي للواء وطلب منك جلب قسيمتك الحزبية وهي غير موجودة اصلا او دعاك للانتماء للحزب ؟ بمن تفرط بمبدئك الذي آليت بموجبه ان لاتنتمي لحزب السلطة البغيض الى نفسك او بتلك المكاسب التي هطلت عليك على حين غرة ونقلتك من حال الى حال يصعب الرجوع اليها ؟ وهل ستنجح لو اضطررت ان تكون منافقا تبطن البغض وتظهر الحب والانتماء ؟ ولو ثبت على ماكنت عليه واتهموك بالخيانة وجردوك من رتبتك وانواطك هل يكون الاعدام نهاية سعيدة ؟ لكن ماذا لو تركوك حيا ؟ ماذا تقول لأم زكي تلك المرأة التي لم يخلو شباك ضريح او مرقد لامام او ولي صالح من نذورها وهي تلهج بالدعاء عندهم بأن يحفظك الله ويعلي قدرك ورتبتك ويضاعف انواطك .؟بل ماذا تقول ل(اسليمه ) تلك المراة التي تجاوزت الاعراف وبدلا من ان تلقي انت على مسامعها كلمة (احبك ) هي التي طرقت سمعك بها ؟ وجلست معها بموعد غرام خلف مدرستها الاعدادية ولم يمنعها الخوف من ان تراها زميلة او شخص عابر يعرفها ويشي بها لاهلها فيقتلونها غسلا للعار وتضع نفسك وعشيرتك في موضع المتهم وقد يكون مبلغ الفصل ضخما جدا ومع ذلك وافتك للموعد وهي تعرف الخطر حتى وان كان اخاها صديقك .؟.. كم تحتاج يازكي من الوقت لتجلس مع نفسك وكم يحتاج قرارك من الشجاعة لاتخاذه وكم تحتاج من سعة في العقل والاطلاع على كل المشهد ؟ وكم تحتاج من صبر وتأني ؟.. لك الله يازكي فالمخاض عسير والقرار نصل جارح يبحث عن جسد يقطعه وقد تخلصك الايام بلمسة رحيمة من يدها تدفع بها رصاصة للاستقرار في قلبك او في مكان قاتل اخر من جسدك فيخلصك الموت من كل ما يعتمل في قلبك من المتصارعات وينعاك اللواء والفوج والسرية ويكتبون على نعشك ( الشهيد البطل النقيب زكي صفوك الشمران التكريتي ) ويغطيك العلم المنسوج من لون الدم القاني ولون الحزن المعتاد في بلدك ويقيم اهلك العزاء وربما يأتي الى مجلس العزاء الرفيق لطيف نصيف جاسم باعتباره الرفيق المسؤول للرصافة ويضعون صورتك ذات النجيمات والانواط على قبرك وشباك من حديد وتبكيك امك واخواتك علنا ويشقن الجيوب وينثرن الشعور وتواسيهن نساء المنطقة في حين تبكيك (اسليمه ) منفردة وحيدة سرا وقبل ان تمضي على وفاتك اربعين يوم تراجع ام الشهيد زكي ادارة الضباط للحصول على قطعة الارض والسيارة ومنحة العقاري وباقي حقوق الشهيد وقد تختلف في ذلك العائلة لكنهم بالتأكيد سينشغلون عنك ويسهل عليهم نسيانك والانشغال بمغانمهم وقد تتذكرك الوالدة او العائلة في الليل لتبكي ساعة او اكثر ويأتيها الجواب من اخر اضجره بكائها ( حرام البكاء لايجوز وقد يضره ادعي له بالرحمة والغفران وهذا حد يومه ) ثم تنام الباكية لان عليها الذهاب في الصباح الباكر لمراجعة الدوائر ذات الاختصاص . وقد يريحك الموت حتى من الاعتذار لصديقك جاسم حسوني وعدم اصرارك على عدم شطب اسمه من قائمة التكريم وربما تقيم ام احسان مأتما تندبك فيه عريسا لابنتها لم يمهله القدر لاتمام مراسم عرس موهوم .وهكذا تكتشف يازكي ان للموت حسنات لم تكن ملتفتا لها قبل اليوم ولايشعر بها الاخرون ,,
كذلك للحياة مساويء منها اتهامك بالتخاذل او الخيانة وتفضي بك للسجن او الاعدام او المطاردة او المعاناة من التهميش وشظف العيش وسلب ابسط الحقوق لكننا نحرص على حب هذه الحياة ونتمسك باهداب البقاء رغم كثرة الخسائر والمنغصات وهكذا ننظر للحياة بحالتها العامة واحاطتها باغلفة الامل والتفاؤل ونغض الطرف عن منغصاتها الفضيعة ونعتبرها شيئا عارضا .
ماذا جرى لك يا ابن ام زكي ؟ كيف تدور براسك كل هذه الافكار وانت على بوابة جحيم قد تفتح ويتطاير شررها موت وعوق واصابات وجروح ووقوع بالاسر وانواط شجلعة ورتب بين لحظة واخرى وليس لعاقل ان يقامر بحياته مقابل شيء غير مضمون مهما كان رخصه او نفاسته .
زكي دع الامور تجري في اعنتها واسمع كلام امك الذي كانت تردده دوما ( حشر مع الناس عيد ) وكن وسط هذا الحشر الذي يشابه اغنام حشرها الجزار في مكان الذبح كأحدهم لايظهر عليك الخوف او التردد او التهور ان كتب الله لك السلامة فحمدا له وشكرا وان كانت غيرها فحمدا له ايضا لكنك حاول ان تضبط نفسك لاتقتل ولاتأمر بقتل احد وحاول ان لاتكون ظالما مهما كلف الامر واعلم ان الموت والحياة صنوان ايا كتب الله لك منهما فاقبله بقناعة ولاتكونن من الخاسرين واحمد الله الذي لم يحمد على مكروه سواه واعلم ان اكبر مكروه وقع في حياة الجميع هو نسلط اولئك الرعاة الجفاة الغلاظ القلوب والصغار العقول على مقدرات البلد .
. وين سليمه ؟
. ها محسن شتريد ؟
.غدا التحق وتعرفين اشلون تصعد الكآبة بيوم الالتحاق ووياها درجة الحرارة خصوصا ان القاطع الاوسط هو من الشركه كئيب واريد اجلس معك لامر هام قبل موعد وصول الكآبة والالتحاق .
. بخدمتك بعد اختك اشوكت تريد صيح علي .
. طيب ادخلي واغلقي الباب .
. سليمه تعرفين الوالد قضى عمره (خلفة ) بناء من ( العاصمه والميزره ) الى يومنا هذا ومعلوم مستوانا المعيشي افضل من غيرنا وهو ماقصر بحقنا اصر على تعليمنا واكمال الدراسة وشوفت عينك اغلب البنات للمتوسطة واهلهن يقولون كافي مدرسة وانت السنه ان شاء الله تاخذين الاعدادية وتستطيعين اكمال الجامعة بلا ضغوط او ممانعة من احد والفضل يعود للوالد ولو انت ما تشملك بركات القائد ومن تتخرجين من الجامعة ما تصيرين ( نائب عريف خريج ) او مثل ما يكتبونها بالجيش ( ن-ع خ ) ولايغرك او يغشك احد ان حرف الخاء تعني خريج . نرجع لموضوعنا الذي اود الكلام معك بخصوصه انت تتذكرين كم شاب تقدم لخطبتك ورفضتي ولم يجبرك احد على قبول احدهم بما فيهم ابن اخيه بل لم يسألك الوالد حتى ( لماذا الرفض ) رغم ان حجتك اكمال الدراسة الجامعية ولم يضايقك احد منا او يتهمك بعلاقة ما لكني في الايام الاخيرة سمعت تلميحات من زكي وتوضيحات من امي اريد الستفسار منك شخصيا عنها فماذا تقولين ؟
. انا تخت امرك بس احتاج توضيح افهم به القضية لان ما اعرف لحد الان شنو علاقتي بتلميحات زكي وتوضيحات امي .
. يعني ماهي علاقتك بزكي .
. زكي ابن منطقتنا وجيرتنا مع اهله تمتد لسنوات طويلة وهو اقرب اصدقائك وامه كانت ولايام ليس بعيدة اقرب من خالتي لامي يدخل بيتنا معك وتدخل بيتهم واهلي يحبون زكي على محبتك له وكنتم معا من الابتدائية للكليه اما بخصوصي فلم انظر له اكثر من محسن ثاني ولم يصدر منه مايشين للجوره او الصحبه او الصداقه وعاملني طيلة هذه السنين كأخت صغيرة حتى اني في اجازته الاخيره سلمت عليه وهو يقف بالباب وقلت له ( اشلونك عمو زكي ) فرد علي وقال ( اشتعل ابو الخلفك ما كو اكبر من عمو ) وعموما زكي مؤدب وخلوق وانا احترمه لاسباب كثيرة منها انه صديقك .
.لوتقدم لخطبتك هل توافقين عليه.؟
. محسن كل هذه الفره جاي تخطبني لصديقك لا عمي لاافكر بالزواج بالوقت الحالي وعلى كلام الافلام المصريه ( يفتح الله ) وراي امتحانات وزاريه وكليه بعدين نفكر بالزواج طلبك مرفوض .
. سليمه لست مازحا واريد جواب قاطع .
. تجده عند السيد الوالد
. سليمه اتكلم معك جادا وانا اليوم اخو زكي واخوك واود خطبتك من ابوك لااخي فهل توافقين ؟.
. اخوك زكي شيشتغل ووين يزين .؟
لا لست مازحا والله انا جاد وزكي اخي ضابط برتبة نقيب وراتبه مضاعف لانه صديق الريس وقادر على تكاليف زواج وفتح بيت واكرر صديق الريس .
. عابت هيج صداقه المهم اخوك ضابط والحرب مستمرة فاذا وافقت على اخوك وبعد ايام جابوه ملفوف بالعلم شسوي البس اسود اراجع التقاعد لو التهي بمشاكل الورث ودوخة الدوائر لاعيني انا هم اختك مثل زكي شوفلي واحد فرار لو معوق وما مشمول بالجيش الشعبي .
. اشكد مكارات النسوان الصغيرة قبل الكبيرة .. يعني اعتبر طلبي مرفوض ؟
. لا مو مرفوض قطعي بس نحتاج نفكر ولو اخوك بس سمعه لابيت ولاسياره .
.كلهن بالطريق بس تحتاج اشويه صبر .
. طيب على رأي عبد الحليم ( تتاجل للصيف الماضي ) واذا مستعجل زايد خليها لما تجي مجاز حتى فد مره نشوف اخوك ونتعرف عليه ايجوز يطلع اعرج اعوج الله العالم .
. اسليمه لاتتبطري على النعمه ايجوز اغير رايي واختار لاخي زكي عروس اجمل منك ويجوز هو من يشوفك ما يوافق عليك ويريد زوجه ابوها عميد او لواء خو مو ابوها خلفه وماتعرف غير المسطر والعمال وتنظيف فاس ابوها كل يوم العصر .
. والله يابه حقك لان اخوك آلان ديلون لو حسين فهمي عمي اشكر ربك اذا انا فكرت بالموضوع .
. هسه عاد انت بروك شيلدز لو ليلى علوي .