تمثل الامارات لاعبا مهما في العلاقات الاقليمية والدولية ، فهي تلعب على مسارات كثيرة وتحرك لاعبين معروفين في كافة المجالات ، وهذا امر مشروع لانها ترغب في الحفاظ على امنها المحلي والاقليمي ، تفعل ذلك بصمت وحكمة تستمدهما من تراث المغفور له زايد ال نهيان ، ومن هذا المنطلق فهي ترحب باللاعبين الذين يساهمون في تحقيق ذلك الهدف .
وقد دخل ميدان اللعب مؤخرا السيد مسعود البارزاني بعد جولة شملت امريكا - والذي جاء منها خالي الوفاض او كما يقولون رجع بخفي حنين - واخرى قبلها زار بعض الدول الاوربية والتي كشفت المصادر مؤخرا سبب زيارته لها حيث ذهب طالبا شراء السلاح ليعلن دولته بعد ان يحصل على العدة اللازمة لذلك ، لكنه ايضا خاب هذه المرة بعدما رفضت تلك الدول تجهيزه بالسلاح ، ثم زار تركيا ملتقيا باردوغان والهاشمي ، لغرض تعديل الخطة ، لان السابقة " الدور القومي" قد فشلت فذهب لتجريب خطة اخرى تعتمد على العنصر الطائفي ، حيث يمكن ان تتفق الدولة التركية السنية مع الشعب الكردي السني ، ولاول مرة يمكن ان تنتصر الطائفية على القومية ، ويكون حينها قد خدم المشروع الامريكي – الاسرائيلي من جهة وكسب ود تركيا والاكراد من جهة اخرى .
وهنا يتساءل المرء لماذا الامارات وفي هذا الوقت بالذات ؟ هل يرد على غريمه المالكي الذي زار طهران مستغلا التصعيد السياسي والاعلامي بين الامارات وايران ؟ او بدأ يتصرف كرئيس دولة كردية سترتبط كونفدراليا بتركيا بعدما يستشير اخوانه الاشقاء من العرب ؟ وخاصة الدول الخليجية التي لم يكن لها حضور بارز في مؤتمر قمة بغداد ؟ لان السيد الهاشمي قد كفاه مشقة السفر الى قطر والسعودية ، ولم يبق الا الامارات العربية لتكتمل اللعبة بعيدا عن امريكا واوربا .
واستنادا الى ذلك فقد حان الاوان للشرق الاوسط الجديد ان يرى النور وبرعاية و قيادة الخلافة العثمانية الليبرالية الجديدة ليتم تقسيم الادوار وبسط النفوذ واعادة توزيع حدود الخارطة من جديد مقتفين خطى سايكس- بيكو سيئة الصيت.
وأخيرا : تذكر يا سيد مسعود ان هؤلاء الذين تتفق معهم ليسوا إلا اللاعبين الهواة ، اما المحترفون فهم الكبار، روسيا والصين وامريكا والاتحاد الاوربي ، ولا تقع في الفخ الذي نصبه الامريكيون لصدام عندما فهم الاشارة بالعكس فغزا الكويت وكان حتفه على اثرها بعدما جرّ تصرفه الاحمق كل المعانات للشعب العراقي...
|