هي نظرية قدمها عالم النفس الاجتماعي ليون فيستينغر عام 1957 م تتلخص : بالاضطرابات النفسية التي تتزاحم داخل الفرد عندما يجد نفسه أمام معلومات تخالف اعتقاداته ، أو سلوكيات تتعارض مع ما يؤمن به أو اعتاد عليه .. الخ
وينتج عن هذا النزاع أو الأضطراب النفسي مقاومة تحاول التوفيق بين المتناقضين أو الأنتصار الى ما يؤمن به باعتبار أن تغيير المعتقدات والسلوكيات من أصعب الأمور على الإنسان وأشقها على نفسه .. وتكون هذه المقاومة تارة بعقلنة التناقض ، وتارة أخرى بالتحيز المعرفي .
وتختلف درجة التنافر المعرفي على درجة الاعتقاد الذي يؤمن به الشخص ، فكلما كان الاعتقاد أكبر ، كانت ردة الفعل ونسبة التوتر للتخلص من هذا التنافر أكبر ، وكذلك يؤثر موقف الجماعة أو الغالبية ومدى تأييدهم للاعتقاد .. وغيرها من العوامل والمؤثرات التي يذكرها علماء النفس ..
ولتوضيح الفكرة نعطي بعض الأمثلة : عندما حرّم الإسلام الربا ، وكون هذه المعاملة كانت مصدر ربح كبير لبعض التجار ، فكانت ردة الفعل النفسية كبيرة ومعاكسة ، فحاولوا عقلنة او شرعنة هذا الفعل ، فقالوا ( انما البيع مثل الربا ).. !
وكذلك كانت ردة الفعل اتجاه عقيدة المعاد { أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون * أوآباؤنا الأولون } ( الصافات 16-17 ) ..
وعشرات بل مئات الآيات التي توضح لنا ردود فعل تجانب العقل والمنطق والوجدان بسبب الأضطراب الناتج عن هذا التنافر أو التناشز المعرفي ..
ولعلنا نعيش في يومياتنا الكثير من التنافرات المعرفية ، فأحدنا عندما يريد أن يخالف إشارة المرور الحمراء فيبررها بأن التقاطع فارغ من السيارات ، أو عندما لا يريد الطالب أن يقرأ موضوعاً معيناً بأنه سوف لا يأتي في الإمتحان او اذا جاء يمكن أن يُترك .. وهكذا .
مصارحة النفس وتربيتها على احترام الحقائق ، والتغلب على الاضطرابات النفسية بإتزانات نفسية ، مع إعادة تقييم المعتقد أو السلوك .. وغيرها ، من العلاجات المتاحة لتجاوز هذه المعضلة المعرفية والنفسية ..
|