
فيما أكد موقع بريطاني تسبب الحرب المتواصلة منذ سبع سنوات في اليمن بخسائر مروعة، كاشفاً عن “تواطؤ” للدول الغربية فيها، وثق مركز حقوقي يمني بالأرقام عدد ضحايا غارات “التحالف العربي” الذي يقوده النظام السعودي على المحافظات اليمنية.
وذكر مركز “عين الإنسانية للحقوق والتنمية” في إحصائية نشرها أمس الأربعاء (23 آذار 2022)، أن “إجمالي الشهداء والجرحى في اليمن خلال 7 أعوام بلغ 46,262 بينهم 17,734 شهيداً و28,528 جريحاً”.
وبين المركز أن “عدد الشهداء والجرحى اليمنيين من الأطفال بلغ 4,017 شهيدا و 4,586 جريحا، وفيما يخص النساء أوضح المركز أن عدد الشهيدات وصل 2,434 شهيدة وبلغ عدد الجريحات 2,910″، منوهاً إلى أن الإحصائية “غير نهائية” حيث توجد مناطق لم يتمكن من الوصول إليها.
وفيما يخص المنازل والمنشآت التعليمية والصحية والمرافق العامة قال مركز عين الإنسانية أن “تحالف العدوان استهدف خلال 7 سنوات 590,069 منزلاً و1,612 مسجداً و410 مستشفى ومرفقاً صحياً و1,214 مدرسة ومرفقاً تعليمياً و182 منشأة جامعية”.
وبشأن الغذاء والمياه والوقود والإمدادات أوضح المركز أن غارات التحالف العربي استهدفت “999 مخزن أغذية و2,799 خزاناً ومحطة مياه و416 محطة وقود و965 شاحنة غذاء، و9,721 حقلاً زراعياً 433 مزرعة دواجن ومواشي و482 قارب صيد”.
وفيما يخص المصانع والمنشآت التجارية والاقتصادية، أوضح المركز أنه خلال 7 سنوات من الحرب “تم استهداف 404 مصانع و11,901 منشأة تجارية و696 سوقا و378 ناقلة وقود و9,770 وسائل نقل مختلفة”.
وفي مجال البنى التحتية والخدمية كشف مركز عين الإنسانية الحقوقي أن التحالف العربي الذي تقوده السعودية “استهدف 15 مطاراً و16 ميناءً و6,743 طريقاً وجسراً و340 محطة ومولد كهرباء و609 شبكة ومحطة اتصال، و2,091 منشأة حكومية و2573 موقعاً أثرياً و139 منشأة رياضية و60 منشأة إعلامية و375 منشأة سياحية”.
تحذير من تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن
إلى ذلك، حمّل رئيس مجلس النواب اليمني يحيى علي الراعي، مجلس الأمن والأمم المتحدة والهيئات والمنظمات التابعة لهما “مسؤولية ما ترتكبه دول العدوان من جرائم في اليمن وآخرها ما يتعرض له الشعب اليمني من حصار وعزلة دولية”، محذراً من تفاقم الكارثة الإنسانية بتوقف الخدمات الضرورية وتوسع وانتشار الأمراض والمجاعة.
وندد الراعي، “بإعطاء مجلس الأمن دول تحالف العدوان الغطاء الدولي لشن الغارات وقتل المدنيين وحرق وتدمير ممتلكاتهم”، داعياً البرلمانات ودول وأحرار العالم على المستويين الاقليمي والدولي الى “إدانة المواقف المتخاذلة والمتناقضة لمجلس الأمن والأمم المتحدة، والضغط على دول العدوان لمراجعة حساباتها تجاه معاناة الشعب اليمني والوقوف وقفة جادة ومسؤولة لإيقاف جرائم العدوان ووضع حد لقتل المدنيين ووقف الحصار الذي يفتك بالشعب اليمني”.
كذلك استهجن رئيس مجلس النواب اليمني، في رسالة إلى عدد من رؤساء وأعضاء برلمانات العالم، دعوة دول مجلس التعاون الخليجي لإجراء مشاورات حول اليمن في الرياض، وقال “يصورون الرياض وكأنها حمامة سلام وليس دولة تقتل الشعب اليمني على مدى سبع سنوات مضت، أهلكت فيها الحرث والنسل وما تزال تمنع وصول سفن المشتقات النفطية والغذاء والدواء”.
وأضاف أن “اليمن مع السلام لا مع الاستسلام الذي تريده السعودية وأدواتها، بما يحفظ لليمن وحدته وأمنه وسيادته ويضمن إيقاف العدوان وإنها الصلف السعودي والسماح العاجل بدخول سفن الوقود والغذاء والدواء وإنهاء الحصار البري والبحري والجوي وفتح مطار صنعاء الدولي أمام المسافرين والمرضى الذين يموتون يومياً بالفشل الكلوي وعدم توفر الوقود والأدوية والمستلزمات الطبية”.
ورأى أن دعوة مجلس التعاون الخليجي “كسابقاتها من المبادرات التي تهدف للتضليل على الرأي العام والمجتمع الدولي”، مضيفاً “إذا كانت السعودية ومجلس التعاون الخليجي جادّون فليعلنوا وقف العدوان وإنهاء الحصار على اليمن”.
موقع بريطاني: أمريكا وأوروبا متواطئتان في حرب اليمن
في هذه الأثناء، أقر تقرير لموقع “ليبر هب” البريطاني إن “الهجوم العدواني” الذي شنه تحالف دول بقيادة السعودية على اليمن وشعبه أدى إلى “خسائر مروعة” في البلاد وسكانها، متهما الولايات المتحدة وأوروبا “بالتواطؤ” في الحرب على اليمن.
وذكر التقرير ان “القصف الذي تسبب به تحالف العدوان السعودي ادى الى تدمير البنى التحتية الحيوية في جميع أنحاء البلاد – مما تركها في حالة خراب وعلى شفا كارثة”، مبيناً ان “المستشفيات والعيادات ومراكز التطعيم والمدارس والمراكز المدنية كانت من بين أهداف هذه الفظائع غير الإنسانية وغير المقيدة التي استمرت سبع سنوات”.
واضاف ان “الحصار الذي فرضه تحالف العدوان ادى إلى تجويع واسع النطاق وخنق الإمدادات الطبية الأساسية والمساعدات الإنسانية الحيوية لليمن كما أدت الحرب بالفعل إلى مقتل عشرات الآلاف – بما في ذلك ما لا يقل عن 10000 طفل، وفقًا لبيان صادر عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش – ودفعت اليمن نحو حالة أزمة إنسانية دائمة”.
واوضح أن “بريطانيا والولايات المتحدة والعديد من دول الاتحاد الأوروبي متواطئة بالطبع بشكل مباشر في الحرب الجارية في اليمن وأياديها ملطخة بالدماء، وعلى الرغم من الخسائر المدمرة للصراع خلال السنوات السبع الماضية، تواصل الحكومة البريطانية تقديم المعلومات الاستخباراتية واللوجستية للجرائم التي ترتكبها السعودية حيث تم تزويد أكثر من نصف الطائرات العسكرية التي استخدمتها السعودية في الهجوم من قبل بريطانيا بقطع الغيار والصواريخ”.
واشار التقرير الى أنه “ما لا شك فيه أن إمداد الحكومة البريطانية المقزز للطائرات العسكرية، مصحوبًا بأحدث الأسلحة والذخائر، قد ساهم بشكل مباشر في مقتل عدد كبير من المدنيين – فضلاً عن تشويه عدد لا يحصى من الذين نجوا من الحرب”، مبينا أنه “يجب ان يتم الدفع بشكل متضافر من أجل احترام وضمان استقلال وسيادة اليمن بشكل كامل، وكذلك حقها في الدفاع عن نفسها من أي هجوم خارجي، كما يجب أن تكون هناك حملة من أجل الوقف الفوري لجميع الهجمات العسكرية على اليمن، وكذلك جميع التدخلات في شؤونها السيادية الداخلية، من قبل أي قوة أجنبية”.
المصدر: وكالات
|