
يعاني الكثير من الآباء والأمهات من الفوضى التي يسببها أبناؤهم وخاصة المراهقين منهم. وتنقسم الأراء حول هذه الفوضى، بين من يراها سلوكًا يكتسبه المراهق، ومن يراها كونها نابعة منذ الولادة.
ويرى بعض العلماء بانه لا يمكن لأحد أن يكون منظمًا ومرتبًا منذ الولادة، فهي مهارة يكتسبها الأولاد مع الوقت.
وأشار بعض العلماء أن أغلبية المراهقين يعتقدون أن خلق الفوضى في مساحتهم الخاصة، عادة ما تكون مؤشرًا لاستقلاليتهم، فيما يلجأ بعضهم إليها كنوع من التعبير عن الذات إزاء ضغط الأهل وتعليماتهم الصارمة، يصل حد الانتقام.
لكن البعض يؤكد أن ثمة مراهقين يتسمون بطابع فوضوي بعيدًا عن الحالتين الواردتين.
خطوات الأهل
ويشدد العلماء على أهمية عدم اعتقاد الأهل بأن أولادهم هم على معرفة بكل شيء، وبالتالي التسليم بأنهم منظمون ومرتبون. كما يترتب على الأهل ضرورة التعامل مع أولادهم منذ مرحلة الصفر، وتلقينهم التعليمات المناسبة بماهية النظام، وكيفية الترتيب، والبدء بالتدريب على هذا الخطوات بصورة متدرجة ومستمرة.
ويلي العلماء أهمية قصوى لتقديم الأهل نموذجًا في النظام قابل للتطبيق، وأن يكونوا القدوة في ذلك، دون أي مبالغة، ولا سيما أن بعض الأمهات يقدمن ذلك بصورة بغاية المثالية ما يصعب الأمر على الأولاد.
ويؤكد المستشار التربوي على أهمية تقديم التشجيع للأولاد على أهمية التنظيم، ورصد مكافأة لهم على ذلك كمحفز ضروري، عند كل خطوة إيجابية.
وفي حالة ملاحظة الأهل أن الفوضى لدى المراهقين هي ترجمة لنزعة الاستقلالية لديهم، دعا حجازي الأهل لاستثمار ذلك في بناء شخصية أولادهم، وذلك من خلال تسليمهم مهام معينة ليقوموا بها، ومنحهم المساحة الكافية لذلك، ما يضطر المراهقين لعدم أخذ تلك النزعة بشكل سلبي.
|