منذُ عام 2003 ولغاية اليوم تعاقبت عدة حكومات على حكم العراق لكن أزمة الكهرباء لاتزال كما هي على الرغم من المبالغ الضخمة التي تم صرفها على قطاع الكهرباء والتي تُقدر وفق خبراء بأكثر من 80 مليار دولار وهذه المليارات تكفي لمنح الشعب العراق 24 ساعة متواصلة من الكهرباء، بل تستطيع الدولة تصدير الكهرباء أيضاً.
المرجعية الدينية وعبر منبر الجمعة طالبت المسؤولين ولعدة مرات بأيجاد حلول جذرية وحقيقية لتوفير الطاقة الكهربائية للمواطنين
ففي خطبة الجمعة بتاريخ 10/8/2011
قال ممثل المرجعية الدينية الشيخ عبد المهدي الكربلائي :
" إن الإخوة المسؤولين في المنطقة الخضراء – طالما يتنعمون بساعات تغذية كاملة خلال اليوم ولا انقطاع للكهرباء فيها، لذا هم لا يستشعرون المعاناة الحقيقية والكبيرة للمواطن العراقي في كل يوم , كما إننا لا نبالغ إذا قلنا إن من احد مداخل حلِّ لهذه الأزمة وتوجه المسؤولين للاعتناء الجدي بالحل, هو أن يعيشوا مثل المواطن في معاناته بانقطاع التيار الكهربائي، وهذه الوسيلة من وسائل توجه الفرد والمجتمع للإحساس بمعاناة الآخرين هي وسيلة إلهية نراها واضحة في أحاديث المعصومين ( عليهم السلام) الذين بينّوا إن من جملة حِكَم الصوم هو أن يذوق الغني مس الجوع ليعطف ويرحم الفقير، ومن دون هذا الصوم فانه لا يتحسس هذه المعاناة ولا تنبعث الرحمة من نفسه ليعين ويساعد الفقير الجائع".
نعم على المسؤولين وعوائلهم ان يعيشوا مثل مايعيش المواطن وأن يعانوا مايعانيه المواطن من جراء انقطاع التيار الكهربائي عندها ستجدهم يتسابقون لإيجاد حل حقيقي للكهرباء .
ثم عادت المرجعية الدينية في خطبة الجمعة 31/7/2015 وحملت الحكومة اسباب فشل معالجة أزمة الكهرباء
حيث قال ممثل المرجعية الدينية:
أن" المواطنين يعانون في معظم المناطق من نقص كبير في الخدمات وبالخصوص الطاقة الكهربائية مع ارتفاع درجة الحرارة العالية في هذا الصيف اللاهب وكان من المتوقع من الحكومات المتعاقبة أن تولي اهتماما خاصا بحل هذه المشكلة وتنفذ خططا صحيحة لسد النقص في هذه الخدمة الأساسية".
لكن للأسف الأحزاب الفاسدة صمت آذانها لدعوات المرجعية الدينية ومطالبات الشعب الذي اصبح غير قادر على تحمل معاناة اكثر فقد اصبحت الكهرباء عبء اثقلت كاهله سواء ارتفاع درجات الحرارة الى مستويات قياسية في الصيف او انخفاضها لمستويات متدنية في فصل الشتاء القارس .
الى متى تبقى ازمة الكهرباء بدون حلول حقيقة على الرغم من جميع المبالغ التي صرفت إلا اننا لم نشاهد إلا حلول ترقيعية في الوقت الذي يقوم العراق بهدر 115 مليون متر مكعب من الغاز يومياً عن طريق حرقه مباشرة يقوم بشراء الغاز والكهرباء من ايران والتي قامت اكثر من مره بقطع امدادات الغاز والكهرباء بهدف الضغط لتحصيل ديونها وفي اوقات حساسة اما وصول درجات الحرارة الى نصف درجة الغليان أو مثلما حصل في هذه الأيام الباردة حيث سجلت درجات الحرارة انخفاضاً دون الصفر المئوي بعدة درجات او تقوم بالتعاقد مع بعض الدول مثلما يتداول لآن بشراء الكهرباء والربط الخليجي لماذا لاتحل ازمة الكهرباء ويقوم العراق بانتاج الطاقة الكهربائية على الرغم من توفر عدة مصادر لتوليد الطاقة الكهربائية (الطاقة الشمسية ،الرياح ، الغاز ، النفط ، السدود والأنهار ) كلها مصادر لأنتاج الطاقة الكهربائية ولو راجعنا الأموال التي انفقت لقطاع الكهرباء نجد أن العراق بالفعل قادر على توفير الطاقة الكهربائية ولن نبالغ اذا قلنا بأمكانه ان يقوم بتصديرها مثلما فعلت جمهورية مصر العربية
لكن القاصي والداني يعلم إن الفساد المستشري في ملف الكهرباء في العراق هو السبب الحقيقي لاستمرار الأزمة لغاية اليوم
إلى متى يبقى المواطن العراقي يقاسي بسبب انقطاع التيار الكهربائي ويدفع ضريبة الفساد المنتشر، وسط اتهامات متبادلة بين الأحزاب السياسية على الصفقات المشبوهة التي تغلف عقود وزارة الكهرباء.
هل الكهرباء اصبحت حلم مستحيل وستبقى مستمره على هذا الحال إلى نهاية عمرنا؟
على مايبدو أننا نحتاج معجزة آلهية لحل هذه المشكلة اولاً ولخلاصنا من الأحزاب الفاسدة ثانياً.
|