• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الرمز والبديل اللاموضوعي .
                          • الكاتب : كرار الحجاج .

الرمز والبديل اللاموضوعي

منذ البدايات إعتاد الإنسان على التمييز والتقييم حسب مداركه وحاول الإهتمام بالأفضل تلقائيا، وأحيانا رسم هالة معينة يريدها هو على شئ ما _ ماديا كان ام معنويا _  وصولا للرمزية .

رمزية تفرز الأشياء لديه وتميزها عن بعضها وتقرب بعضها وتبعد الآخر اذ توجد أفضلية مميزة لبعضها وربما صنعت هالة من القدسية على أحدها، سنوات من التراكم والتغيرات طورت هذا التمييز ليكون محط إهتمام أكبر وليكون نتاجه في جميع المجالات الإنسانية والدينية والفكرية والوطنية والإجتماعية والسياسية وغيرها ...

هذه الرموز قد تكون نتاجا لقضايا طبيعية وبيئة وظروف معينة التفت حولها جماهير واعية او على الأقل متفهمة او تم توعيتها يظهر من بينها نجم ليكون محط الإهتمام كرمز ( إنساني او ديني او وطني والخ ) بناءً على مواقف او أفكار وعطاء قدّمه على المستوى الإنساني او الديني او الفكري او الوطني والخ وهذا سياق طبيعي في حركة البشر.

أما النمط الطارئ فهو محاولة إيجاد رمز من العدم وإختياره وفق صفات مختاره غالبا ما يكون منها حب الظهور والتميز مصحوبا باضطراب فكري وهوس الرمزية وغيرها ليتم اختياره لعملية التخادم بينها وبين الهدف المراد صناعته من أجله في الغرف المظلمة وإنتاجه ومحاولة تسويقه إعلاميا من خلال الضخ الاعلامي المكثف و إستغلال العاطفة والعفوية عند الناس البسطاء بناءا على حادثة معينة يصنع منها رمزا لا يمتلك المقومات الحقيقية لكنه يمتلك مقومات مادية على الظهور ويتم تسيير العقل الجمعي تدريجيا صوب رمزيته وصناعة هالة معينة حوله لغايات وأهداف تبدأ بمحاولة إيجاده على أرض الواقع وعدم رفض ما كان عليه ضمن خطوط الدائرة الحمراء التي ترسم حوله َوتبرئة ساحته وتلميع شخصيته امام الرأي العام .
 وعلاوة على ذلك تجري عمليات الطعن بالرموز الحقيقية في الخطوط الأخرى ومنافستها او المقارنة بينها ، وهل أشد ظلما أن يقارن بين الحقيقة والعدم !
 وتأسيساً على ذاك تتم صناعة خط منه بغية تقليده في خياراته ومنهجه ، صناعة الجماعة على نهج الرمز وهي افضل ما يمكن الوصول إليه كهدف حيث تجري محاولة أن يكون الوهم بديلا عن الحقيقة الناصعة إعتمادا على الجهل والتجهيل والتضليل والدعايات واللعب على الأوتار العاطفية لصناعة الخيالات وإيجاد صور وهمية لجذب العقل بعيدا عن التعقل والتقييم الواعي وأسسه حيث يجرف التيار كل ما خف ولن يصمد إلا من هو قادر على السباحة ضده فلا مناص من أن يختفي فيه رأي الأقلية الواعية إن وجدت ضمن رأي الأغلبية الجاهلة ويسيطر الرأي الجمعي الموجه غالبا لتسيير الجماعة في منافسة الخصوم وإيجاد التغيير الممنهج او العشوائي على واقع ما لصالح الرمز والجماعة اللانوعيين سواء كان هذا التغيير آني او مستقبلي ليكون هذا الرمز وخطه محور لعمليات متعددة من التغيير المصطنع بناءا على رغبات صانعه ضمن سلسلة الحرب النفسية والفكرية.

لذا فإنه يجب الإشارة إلى أن خطر الرموز الوهمية لا يكمن في شخوصها وتأثيرهم القليل او شبه المعدوم كأشخاص في حرف بوصلة الحقيقة بل في خطر التقليد والعدوى التي تصيب التيار والجماعة التي تراهم رموزا وتلتف حولهم وتنهج منهجهم لتكون كتلة بشرية قادرة على التأثير في صناعة رأي أو منهج او تيار مضاد مجانب للصواب ينفذ ويترسخ في نفوس الأجيال شيئاً فشيئاً بالتوارث والتاريخ المزور ليسري ويظهر ويتم وضعه مع تيارات حقيقية قائمة على مناهج ورموز وافكار حقيقية منطقية او قريبة من المنطق وتقارن جماهيره مع جماهير واعية تملك رصيد معرفي مكنها من فهم وتمييز جزء من الحقيقة ورموزها على الأقل بل الأنكى أن يكون بديلا لرموز حقيقية يتم تفسيقها تحت ضلال تقييمات غير صحيحة تتبع عداوات شخصية وإنحلالا فكريا ووعي مضلل .

إن صناعة الوعي الحقيقي بمختلف الساحات والمجالات مهمة ينبغي أن يتصدى لها الجميع أفرادا وجماعات ومؤسسات لبداية فهم واقعي للمتغيرات وكيفية فصل الصالح من الطالح للحفاظ على الحقيقة وما يرتبط بها من رموز وتوضيحها لمن إختلطت عليهم الأمور من الجماهير والوقوف بوجه الرمزية الوهمية وما يرتبط بها من مشاريع وأهداف ومن يقف وراءها من مؤسسات وأشخاص.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=163954
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 01 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15