في بلد ما ،صدر قانون يتيح تزويج النساء المغتصبات بمغتصبيهن من الرجال، واحدة منهن إنتحرت لأن زوجها المغتصب كان يهينها ,ويضربها بقسوة، والقوانين أحياناً لا ترحم ,وقد تكون سيئة كواضيعها.
في الليل البهيم ,وكعادتي حين الإياب الى الديار كنت أقطع طريقاً خارجياً لعلي أصل قريتي، كان عرساً لا يحفل بقوانين السماء المتعلق منها بالبشر، ولا يحفل بقانون تزويج النساء من مغتصبيهن، ولا بضوء السيارة، ولا بصوت المنبه، ولا بصياح الجنود، العروس كانت (كلبة) لا تحمل العديد من صفات الكلبات الحسناوات كاللاتي يعشن في البيوتات الفارهة بعواصم ومدن الغرب، كلبة مثل آلاف الكلاب من أبناء المنظومة الحيوانية المظلومة في بلدنا تهيم على وجهها ,ولطالما دهست السيارات المسرعة العديد منها دون أن يبال أصحاب تلك السيارات بأرواح تلك الحيوانات بإستثناء حالات كان يقال فيها لمن يضرب كلباً (جل الكلب لخاطر أهله) يعني أن تقيم له وزناً له إحتراماًَ لأصحابه (الكلب).
وفي حادثة قتل أناس رجلاً قتل كلباً لهم بعد أن قتل الكلب ديكاً يملكه الرجل. وفي بلاد الغرب يتقدم الكلب في المنزلة على الرجل بحسب التصنيف الخاص بالرعاية والحماية. فالطفل أولا، والمرأة ثانياً، والكلب ثالثاً, والرجل رابعا، لكنني أظن التصنيف جاء بالرجل رابعاً لأنه الأقوى والأقدر على حماية ورعاية الثلاثة الذين يتقدمونه في التصنيف.
على ضوء السيارة إفترشت الكلبة التي غاب لون شعرها لفرط الدخان المنبعث من أكوام المزابل المحترقة، والأتربة التي تضرب من حين لآخر، ولعدم توفر الرغبة عند الآدميين لإمتلاك الكلاب ، ولولا ذلك لكانت هذه الكلبة في بيت نظيف تتوفر لها سبل الحياة الكريمة، ولعلها أن تستحم يومياً. إفترشت الإسفلت الحار وسط الشارع العام ,يدور من حولها جمع من كلاب يزيد على عدد الأصابع ,وكلهم يريدون ممارسة الجنس معها ,وينتظرون في الدور ,وقد يتعاركون، ومنهم من يضعف وينزوي جانباً يلعق جراحه بإنتظار فرصة قد لا تأتي ,بينما يذهب إليها الكلب الأقوى ,وتستقبله بتحريك ذيلها، وتبدو قسمات وجهها منفرجة, وعيناها متسعة ,تشع منها الرغبة في ممارسة اللذة, ولا أحد من بقية الكلاب يعكر صفوهما، ويبدو إنه قانون الطبيعة، فالكلب الذي ينتصر يضاجع الكلبة (بالحلال) دون خوف من ملاحقة قانونية ,أو حساب من أحد أو خشية من عذاب النار، أو عقوبة الرجم .
أطلقت العنان لمنبه السيارة، وسلطت الضوء على عيون الكلاب، التي إبتعدت مسرعة. وفي نقطة التفتيش القريبة قلت للجنود، هذه أسعد عروس في العالم.
كانوا يضحكون ولم يفقهوا شيئاً. |