قال الامام الصادق عليه السلام (المحكم ما يعمل به والمتشابه ما اشتبه على جاهله). ويقول الامام الرضا عليه السلام (من رد متشابه القرآن الى محكمه هدي الى طريق مستقيم). وقال علي عليه السلام عن القرآن (يشهد بعضه على بعض وينطق بعضه ببعض).
لذلك الايات التي لا يعلم حقيقتها ترد لايات اخرى للوصول الى فهمها. مثلا قوله تعالى "الرحمن على العرش استوى" (طه 5) و "وحاء ربك" (الفجر 22) عند ردهما الى قوله "ليس كمثله شئ" (الشورى 11) اصبح المفهوم ان الله ليس جسم كالانسان فأي شئ ليس كمثله. ولرد معنى الغمام في الاية المباركة "ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائة تنزيلا" (الفرقان 25) فعلينا الرجوع الى الاية "وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا او من وراء حجب او يرسل رسولا فيوحي باذنه ما يشاء انه علي حكيم" (الشورى 51) والاية "هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام و الملائكة و قضي الامر والى الله ترجع الامور" (البقرة 210) فالغمام هو حجاب الله والذي يكلم الناس من وراءه. وجاء في الحديث الشريف (المحكم ما يؤمن به ويعمل به، والمتشابه ما يؤمن به ولا يعمل به).
ومن الايات المحكمة "يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق وامسحوا برؤوسكم و ارجولكم الى الكعبين" (المائدة 6) و "حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما اهل به لغير الله" (المائدة 3). وبالاضافة الى الرجوع الى الايات المحكمة فان هذه الايات نفسها تتطلب معرفة امور منها اعرابها و تأريخها،فآية الوضوء وبسبب الاعراب اللغوي حصل اختلاف في مسح او غسل الرجلين.
وذكر السيد محمد حسين الطباطبائي وهو من الذين له دراسات عن المحكم والمتشابه ان القرآن يفسر بالقرآن لا بالرآي لان الرأي نهى عنه الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم حيث قال (من فسر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار).
واحيانا الرجوع الى المحكم لا يكفي في التفسير بل الرجوع الى الاحاديث الصحيحة الواردة عن النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم واهل بيته الاطهار عليهم السلام ويأخذ بالاحاديث التي توافق القرآن الكريم ويطرح ما عداها.
وعلى المفسر الذي يرجع المتشابه الى المحكم عليه ان يعطي امثلة توضيحية تكلم الناس حسب عقولهم كما جاء في الحديث الشريف (انا معاشر الانبياء نكلم الناس على قدر عقولهم).
ومن الايات الكريمة التي اشارت الى المحكم والمتشابه "هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات" (ال عمران 7) و "الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها" (الزمر 23).
|