يقول (ماسلو): اذا حسنا الطبيعة البشرية فنحن نحسن كل شيء، لأننا نزيل الأسباب الرئيسية للفوضى العالمية.١
إن الطبيعة البشرية متكونة من عدة أقسام(طرق التفكير، الشعور، والتمثيل) بصورة أوضح الطبيعة البشرية يعني فطرة الإنسان أو الصبغة التي خلق الله عليها الإنسان. وعرفت الفطرة ايضا بأنها عبارة عن مجموعة من الصفات والقابليات التي تُخلق مع المولود، ويتّصف بها الإنسان في أصل خلقته سواء القابليات البدنية، أو النفسية، أو العقلية.
وهذه الفطرة دائما تكون سليمة، لكن إن من يغير هذه الفطرة السليمة إلى فطرة وَخِيمة هي البيئة التي يعيش فيها الإنسان، مثلا اذا جعلنا طفلا بين مجرمين عندما يكبر سيصبح مجرم أما إذا جعلنا طفلا بين مؤمنين سيصبح مؤمن، لأن هذا الطفل يولد وعقله صفحة بيضاء فعندما يوضع مع مجرم سيأخذ طباع المجرم ويتربى تربية المجرم اما اذا وضع مع المؤمن بالتأكيد سيأخذ طباع المؤمن ويتربى تربية المؤمن.
ذكرنا في مقال سابق لنا كان عنوانه (بالتربية الصالحة نبني العراق):
(المولود عندما يولد، يولد وعقله صفحة بيضاء خال من الشوائب والانحرافات لأنه يولد على الفطرة السليمة هنا يجب على الوالدين أن يضعوا للأطفال برنامج يوضح لهم الصحيح من الخطأ، والحلال من الحرام، والمحبوب من المذموم، وان يزرعوا الأعمال الصالحة في قلوب أطفالهم، حتى لا يتأثر بسلبيات الحضارة التي يولد فيها خصوصاً ونحن نعيش في زمن كثرت فيه مظاهر الفساد كالفتن والإلحاد والابتعاد عن الدين وممارسة المحرمات).
فقد استندت إحدى الدراسات على تجارب وأبحاث أكاديمية نفسية موثقة دفعت الدكتور جاستون باريت أستاذ علوم الإنسان والعقل في جامعة أوكسفورد، إلى الخروج بالاستنتاج التالي “أننا لو وضعنا مجموعة من الأطفال على جزيرة لينشأوا بمفردهم فسيؤمنون بالله.
لهذا السبب بدأت دول الغرب بحجة الثقافة وتوعية الشباب ومن خلال مسلسلاتهم وبرامجهم التلفزيونية ومواقع التواصل بإدخال ثقافتهم المشبوهة على بلداننا وهناك بعض الشباب ممن تأثروا بهذه الثقافة المضحكة المخزية وبعضهم لا يزال يجاهد ويكافح من اجل ثقافته التي تربى عليها، من الضروري ان نكافح وان نحدد الأولويات والمهام لمواجهة الازمات الأخلاقية وحملات طمس الهوية الوطنية والدينية. من أجل الحفاظ على هويتنا الدينية حتى لا يتربى أبناؤنا على تربية الغرب.
قال صلى الله عليه وآله " كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه وينصرانه " فان المراد بهذه الفطرة فطرة الإسلام.
لذلك بتحسين أخلاقنا واحترامنا للآخرين وتربية أولادنا تربية صالحة وإبعادهم عن أصدقاء السوء نزيل الأسباب الرئيسية للفوضى العالمية.
١_ نظريات الشخصية للدكتور حيدر كريم سكر
|