بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتي أخواتي أبناء محافظة ذي قار الأعزاء...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين)
في هذا اليوم التاسع من نيسان تطل علينا ذكرى عظيمة قلّ نظيرها في تاريخ البشرية والتي شكلت انعطافة كبيرة في مسار العراق وشعبه بالاتجاه الايجابي جمعت بين واقعتين كانت أحداهما محركة للأخرى..وهما ولادة العراق الجديد بسقوط الطاغية وزوال حكمة الدكتاتوري والثانية استشهاد المفكر الإسلامي والمرجع الديني والفيلسوف الإلهي آية الله السيد محمد باقر الصدر(رض) والذي مثل شرارة الحركة الإسلامية ونقطة الانطلاق من أجل التغيير..ومصرَّاُ على أن لا يكون هامشاً عابراً وإنما بقي خالداً بفكره وعطاءه ومن أوائل الذين عرفهم الزمن بما قدم للإسلام والإنسان في مجال الفكر والفلسفة والفقه. ثم قدم نفسه الشريفة لتثبيت هذا العطاء وإرسال قواعد كرامة الإنسان بمختلف انتماءاته الدينية والمذهبية والفكرية..بإخلاص مطلق لدرجة نال معها توفيق الله وثمرة دمائه الطاهرة حتى جعل يوم استشهاده بنفس يوم سقوط قاتليه مؤذناً لنهاية مرحلة اتسمت بأعتى ممارسات الكفر والطاغوتية وعداوة الشعب من قتل وإرهاب وتشريد وسجون وتعذيب وإذلال واستضعاف للأبرياء العزل في أهوار الجبايش والفهود والحمار والطار وغيرها واستخدام الأسلحة المحرمة مثل الكيمياوي وقتل الآلاف في حلبجة في السليمانية ومئات المقابر الجماعية وهدر المال العام وتأخير البلاد عن جاراتها وافتقارها إلى ابسط مقومات الحضارة..ومن أجل هذا قضى الله أن يخسف به الأرض وان ينفذ به سنته (كم تركو من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها كافرين كذلك وأورثناها قوماً آخرين فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين) فسلط سيوف ظلمته عليه بعد أن كان ذراعهم الطويل وسخر قواهم لإنقاذ هذا الشعب المستضعف في مثل هذا اليوم كاشفاً عن خواء محتوى نظامه وهشاشة هيكله حتى أن جيشه الجرار وعديده الكثير لم يصمد يوماً واحداً وشاء الله أن يري الناس فعله بصدام فكما فعل فُعل به. شردت عائلته وقتل أبناؤه وهرب ذليلاً مزاحماً الجرذان في حجورها ثم قتل بمحاكمة عراقية عادله لنهاية حتمية للظلمة والطواغيت.. وبكل هذا الثمن نال الشعب حريته واستقلاله وانعتاقه فأوصي نفسي واخواني بالحفاظ على هذا المكتسب العظيم وعدم التفريط به وتفويت الفرصة على المتربصين بالبلد شراً من أرهابين وتكفيريين وغيرهم فهي مسؤولية الجميع.
والســـــــــــلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المهندس قصي العبادي
******************************************
المكتب الإعلامي
لرئيس المجلس
9-4-2012
|