لهاتيكَ المغاني القلبُ حَنّا
وإنْ كانت على ما لا تَمَنّى
مِنَ الإيحاشِ والهجرانِ تشكو
وما مِنْ سامعٍ شكوى تَسَنّى
سوى أَصداءِ آهاتٍ حيارى
تُبادلُ زفرةً خرساءَ رَنّا
ودمعاتٍ أَسيفاتٍ تَجارى
ودمعٌ آسِفٌ للصّبِّ أَضنى
تُغاديها مِنَ الفردوسِ ريحٌ
وتَلثمُ مُقْفِراً منها أَغَنّا
فَتَمكُثُ ثُمّ لا ترجو رواحاً
ففي رَوْحٍ بها صارت تَهَنّا
مَنازلَ مُجتبى المختارِ إنِّي
على بَلواكِ في سَعدي مُعَنّى
كأَنَّكِ في ضميرِ الجُرحِ مِلحٌ
يُزاولُ حِرفةَ الإنكاءِ فَنّا
ويَقتَرِفُ المَواويلَ الحَزانى
لِيَصلبَها على الأَشراكِ لَحنا
عليكَ أَبا مُحمّدَ أَيّ حَربٍ
صِحابُكَ والعدى والدّهرُ شَنّا
وأَيُّ وتيرةٍ منها استَمَرّتْ
لِتَلمزَ سيرةً في اللهِ حُسنى
طُعِنْتَ ملامةً وطُعِنتَ حقداً
وأُشبِعَ صِلحُكَ الخلّاقُ طَعنا
ورُصِّعَ منكَ في التّشييعِ نعشٌ
سهاماً مَهّدَت للطّفِّ ضِمنا
أَ سُؤددَ سيّدِ الأَكوانِ نصّاً
ومِنْ أَنفاسِهِ للنّفسِ أَدنى
تُنَفّرُ عن حِمىً قد كانَ يوماً
غَداةَ الفتحِ للطُّلَقاءِ أَمنا !!!!
وتُمنَعُ مَدفَناً بجوارِ طَهَ
أَلا مَنْ مانَعَتْ في النّارِ دَفْنا
وإنِّا..يا مخازينا بِ.....إنّا
على منوالِها بالضّبطِ سِرنا
شَماتَتُها بحيدرةٍ شهيداً
شماتَتُنا "بِمغدورَيْنِ" جُبْنا
وزِدنا ما أَتَتْ فعلاً خسيساً
مَنَعنا منهما التّشييعَ ضِغْنا
أَضَعنا مِنْ مروءتِنا كثيراً
وأَسرَفنا بِشِقْوَتِنا فَضِعنا
مَضيفُ الجودِ موحشةٌ رؤاهُ
على ذكراكَ يا بانيهِ حُزنا
نواحيهِ يُجَلِّلُها سوادٌ
كأَنَّ صباحَهُ ليلٌ أَجَنّا
على كَبِدٍ مُقَطّعَةٍ بِسُمٍّ
إذا أَصغيتَ يوشكُ أَنْ يَئِنّا
ويوشكُ أَنْ تُرى الحوراءُ فيهِ
يُقَرِّحُ دمعُها الهَتّانُ جَفْنا
إمامَ الجودِ قاصدُكَ استَبِنْهُ
صميمَ الحالِ واستَيْقِنْهُ ظَنّا
"وَأُكتُبْ" لا تقُلْ فالبَوحُ أَولى
لمشحونٍ مِنَ البلواءِ شَحْنا
أَرِقْ وجهي ومائي أَنتَ مائي
ووجهي فيكَ وضّاءٌ وأَسنى
ورُدّ مُرَدّداً في كُلِّ أَمرٍ
سديدَ الرّأيِ فيكم مُطمَئِنّا
أَيا حَسَنَ الهُدى وابنَ المحامي
أَجِرْنا إنَّنا بحماكَ لُذنا
|