هذي مفاتحة الطريق الأضيقِ 

أن الأزقَّة من شعاب المشرقِ 

..

العابرون إلى الشموس
طريقهم وطن الزقاقِ 
بدون كتف يرتقي 

..

لا يستطيعون التجاور 
إنهم لمنافرون القائلين 
لنلتقي 

..

ومع التنافر 
إنهم عبروا التصاقا 
والتحاماً 
باسم جسم مُحرقِ 

..

وأتى شتيتهم الذي ما جمَّعوا 
ليكون منقضّاً بهيئة مطبقِ 

..

الأمة الأشلاء
لمَّا قُسِّمتْ 
توزيعها 
شلو دليل المفرقِ 

..

المهتدون لها 
هدوا من مَزقِها وشقوقها 
هذي الهداية للشقي 

..

ألا يرى إلا متيه بلاده 
ويكون واحد مزقها لمَّا بقي 

..

يا شمس
أنت أشعة من سلَّة
وضياك فعلا 
سيف شرِّ مُمَزَّقِ 

..

طرقا إليك قد اتخذنا 
لم نعد ذات الطريقِ 
المستطاع الأليقِ 

..

ولياقة الإنهاك 
أوَّل عجلنا فينا خوارا 
بعد درب الزنبقِ 

..

ولياقة الإنهاك 
صورتنا التقاطاً 
من دكون الغيم دون مُعرِّقِ 

..

والشمس تحجب نفسها 
في غيمة هي شح أوجهنا التي 
لم تفلقِ 

..

مسروقة الهالات 
إن شحوبها فوق اصفرار الريحِ 
عند المُطرِقِ 

..

مجدولة السعف 
الذي صنع الظلال لنخلة مذ جُرِّدتْ 
لم تُعذقِ 

..

خرساء 
مثل الورد دون عطوره 
ما باح عطراً 
أي هوى لم ينطقِ 

..

يا أمة الخرس القديم 
ومشرقاَ متنكِّراً للشرقِ 
وجهة محدقِ 

..

يا عطر قيعات 
كعطر مشيئة 
مذ كنت في سير الشذا 
لم تعبقِ 

..

الشرق 
جبر الاختيار 
كأنه العلق ال بجسمك 
صيغة لم يعلقِ 

..

إن لم تكن شرقاً
فلا تك مشمساً 
فالشمس بنت الشرق 
إن لم تخنقِ 

..

وتكون في أعلى السما 
موؤدة لصفائها أفقا 
كجلد أزرقِ 

..

ورمت فجافت في العيون
وضوؤها من فالت غض المدى 
لم يُعتقِ