• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : اقوى أدلة التحريف. .
                          • الكاتب : مصطفى الهادي .

اقوى أدلة التحريف.

قال تعالى : (إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء).(1)

كثيرا ما تستوقفني هذه الآية واسأل نفسي : اين الهدى والنور في التوراة اليوم. وخلال مسيرتي مع الكتب المقدسة مفسرا للنبوئات وخائضا في بحور المشكلات المتشابهات والمبهمات. لم اجد في هذا الكتاب اي هدى ولا نور. بل كل ما وجدته ظلام في ظلام في ظلمات. وفي الواقع عندي صديق يهودي من فلسطين هنا في اوربا. سألته يوما عن ذلك. فقال لي :

توراة موسى تختلف عن توراة ما بعد السبي.؟1

فقلت له كيف ؟

قال : توراة موسى لوح واحد في تعاليم عشرة. ورد فيها هدى ونور وتشريع وكل ما تحلم به امة ينزل عليها كتاب من السماء. ولكن توراة ما بعد السبي صيغت لتكون مرشد حروب وربا واغتيال وسرقة ووو .

فقلت له : انت يهودي وتقول ذلك؟

قال : وماذا اقول ؟ لو قلت أن في التوراة الحالية هدى ونور ، لقلت لي اين هما دلني عليهما. ولكن لو سألتني عن سبب حب اليهود إلى سفك الدماء لأعطيتك من التوراة ألف دليل. ولذلك فإن التوراة الحالية تطلق على أرض إسرائيل او كما تُسمونها فلسطين ـ تطلق عليها إسم (أرض التوراة). لأن ثلث التوراة توصي بالاستيلاء على هذه الأرض.

وهذه حقيقة لأني بحثت عن كلمة نور ، وكذلك كلمة هدى فلم أجد سوى نص بائس في التوراة يقول بأن الله كان مرشد سياحي لبني إسرائيل ، (وكان الرب يسير أمامهم نهارا ليهديهم في الطريق ، وليلا في مشعل من نار ليُضيء لهم لكي يمشوا).(2) فوجدت فقط كلمة (ليهديهم). يعني يدلهم على الطريق ويُضيء لهم لكي لا يعثروا.

وعندما بحثت في الإنجيل لأن الله تعالى قال عن عيسى (ع) : (وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور).(3) فلم اجد ايضا كلمة هدى او نور فقد اختفت كلها وتم تجيير ما ورد لشخص او أشخاص ، ولكن ورد نفس ما ورد في التوراة من أن الله مرشد سياحي لهم فيقول : (ليضيء على الجالسين في الظلمة ، لكي يهدي أقدامنا في طريق السلام).(4)

ولكني وجدت في الإنجيل أن كلمة (نور) تعني شيئا آخر غير الهداية . فقد كان المقصود منها مجيء نبي وهذا ما ذكره يوحنا (يحيى) عن عيسى بأنه : (جاء ليشهد للنور، لكي يؤمن الكل بواسطته. لم يكن ــ عيسى ــ هو النور ، بل ليشهد للنور. كان النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتيا إلى العالم كان هو السراج الموقد المنير).(5) وكما هو معلوم فإن عيسى كان معاصرا ليحيى فلو كان هو المقصود بذلك الكلام لقال يوحنا أن عيسى هو النور ، ولم يقل : كان النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتيا إلى العالم هو السراج المنير). ومن هنا نرى الله تعالى يصف النبي محمد (ص) بقوله : (وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا).(6)

المصادر :

1- سورة المائدة، الآية 44.

2- سفر الخروج 13 : 21.

3- سورة المائدة آية : 46.

4- إنجيل لوقا 1: 79.

5- إنجيل يوحنا 1: 7. إنجيل يوحنا 5: 35.

6- سورة الاحزاب آية : 46. (يا ايها النبي انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=160032
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 09 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15