
بسم الله الرحمن الرحيم
بمزيد من اللوعة والأسى والأسف والحزن والألم تلقيت نبأ وفاة المرجع الكبير آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم قدس سره، فاعتصر الفؤاد ألماً وطاش اللب واندهش الجنان وانعقد اللسان، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون، فيا لها من مصيبة عظمى ورزية كبرى حلّت على أهل الإيمان.
لقد فقدت الحوزة العلمية بفقده علماً خفاقاً من أعاظم علمائها وأكابر أساتذتها، عالماً عاملاً ومربياً كاملاً، صاحب أخلاق عالية وتواضع مثير للكبير والصغير.
كان الطلاب يأنسون بمحضره المبارك يستمعون لإفاداته وتوجيهاته وأجوبته، فيستفيدون منه العلم والمعرفة والتربية والأخلاق والتأريخ.
وقد كنا نأنس بمجلسه ليلة الخميس استئناس الأرض الجدباء بماء المطر؛ إذ ترتوي القلوب والنفوس من نمير علمه وثاقب فكره وخلاصة تحقيقه وحسن اختياره، فإن ابتدأ أغدق في العطاء، وإن سئل أرخى عنان الكلام بحسن البيان.
وقد خدم المذهب والحوزة العلمية في أيام عمره المبارك بدروسه وكتبه وطلابه فلله دره وعلى الله أجره.
وكم له من صولات وجولات في رفع راية التشيع وإحقاق المذهب الحق وتعظيم شعائر الدين، ولا سيما شعائر سيد الشهداء عليه السلام بلسانه وقلمه وعمله.
ونحن إذ ننعى هذا الفقيد العظيم فإنّا نرفع التعازي إلى مقام مولانا صاحب العصر والزمان عجّل الله فرجه الشريف وإلى مراجعنا العظام وإلى الحوزة العلمية المباركة والى أسرته العلمية الكبيرة ولا سيما أخويه الجليلين وأنجاله الفضلاء الكرام.
ونبتهل إلى الله تعالى أن يرفع درجته في أعلى عليين، ويلحقه بأجداده الطاهرين، وأن يلهمنا ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
السبت: ٢٦/ ١ / ١٤٤٣ هـ
*نزار آل سنبل القطيفي / المدينة المنورة*
|