بين هذا وذاك ثمة فرق كبير كمسافة الدم والسيف ,هكذا كنت ولازلت افهم المسافة مابين الكابتن رعد حمودي ومنافسه السيد أصيل طبرة ,مسافة تشبه إلى حد كبير المسافة مابين الثرى والثريا و وكنت واثقا بان إرادة الخيرين وروح التغيير التي انبثقت مع فجر التاسع من نيسان 2003 ستنتصر وان أحاول (مع الأسف) البعض ترتيشها وتزويقها وإعادة إنتاجها من جديد إلا أن مراحل الإنتاج وللأسف أيضا كانت تسير على خطى الأفلام الهندية الهابطة دون أن يرها ممن وقف وروج لذلك ,منذ المقالات الأولى التي مهدت فيها الطريق للوقوف بوجه كل من يريد إعادة العراق ورياضته إلى الوراء ويقدم قادة الأمس بأنهم ضحايا لان وببساطة ما من ضحية كانت تنعم بمكارم الدكتاتور لذلك كنت واثقا منذ تلك الرصاصات الأولى التي أطلقتها ضد قادة البعث في الرياضة والصحافة الرياضية بان لا مناص من الحق ولا يصح إلا الصحيح في نهاية المطاف ولابد أن ينتفض المغرر بهم وينتصروا لروح التغيير الجديد في العراق ,ولزمنا الصمت بعدها ليس خوفا أو صمت مدفوع ثمنه بل لنراقب عن بعد ما ستسفر عنه التحركات من كلا طرفي الصراع وما هي مواقف العار لبعض زملاء المهنة وهم ينتصرون لبعثيتهم وانتهازيتهم وتسولهم ويركضون للتمجيد والاحتفاء يعتقدون واهمين بان باستطاعتهم أن يغيروا التاريخ ويحولوا خدم الجلاد إلى أبطال ومناضلون !! ,صمتنا كي لا نزيد الطين بلة ونترك الرأي لأصحاب الرأي والفصل والقول في حكومتنا الوطنية التي إلى وقت قريب جدا كنا ننظر لمواقفها إزاء قضية ترشح السيد اصيل طبرة بالريبة حتى أعلن معالي الوزير محمد شياع السوداني المسؤول عن المساءلة والعدالة وكالة الموقف الوطني في قضية ترشح السيد أصيل طبرة وأزال بقراره ذاك كل ذلك الغموض والريبة وأعاد لنا الثقة بحكومتنا نتاج تضحياتنا ودماء أهلينا والذي نتمنى أن يستمر هذا الموقف وان لا يدخل ضمن حيز المساومات والصفقات السياسية فيتم التراجع عنه فيما بعد ,قرار مهم جدا ليس لكونه ضد السيد أصيل طبرة بل لأنه اسكت تلك الأصوات التي كانت تغرد خارج السرب الوطني وتقول بان السيد طبرة هو مرشح الحكومة وهي من أتت به لا بل ذهب الأمر لأبعد من ذلك حينما همس بأذني احدهم قائلا بان طبرة الآن مستشارا للمالكي !!!الأمر يثير الاستغراب والشجون !! وقلنا هل حقا نسي المالكي وهو زعيم حزب الدعوة تلك الدماء التي سقطت من رجالات الدعوة في سجون النظام السابق الذي كان يشغل السيد أصيل طبرة فيه منصبا مهما بغض النظر سواء كان منصبا رياضيا أو امنيا المهم في ذلك كله انه كان واجهة من واجهات ذلك النظام وكانت ليالي العذاب والتعذيب تمر أطول من ألف سنة على المجاهدين في سجون صدام الملعون فيما كان السيد طبرة وغيره ينعمون بالجاه والرخاء في نعم الدكتاتور ونجلة المشلول ,ليس لدينا أي موقف إزاء الرجل ألا أننا نرفض أن نقارن اسم كبير مثل الكابتن رعد حمودي بتاريخه الرياضي الكبير ووطنيته برجل كان حتى سقوط نظام صدام حسين هو ضل نجله الملعون ,حتى وان قال البعض وتحدث عن موقف هنا أو قول هناك للسيد طبرة كان بوجهة نظرهم هم مشرفا فان الأمر لا يقاس بفتات المواقف ايها الانتهازيون بل يقاس بمواقف الرفض في أن تكون خادما او احد حاشية نظام دموي فاشي آنذاك.
لا يعني هذا الموقف إزاء طبرة بأنه رسالة إلى البعثيين بان المصالحة الوطنية هي مجرد شعارات , على الرغم من أن المصالحة تقبلناها على مضض ورغما عنا من اجل بناء بلدنا لكن على أن لا تكون بوابة لعودة رجالات البعث والنظام السابق للحياة كقادة ومسؤولين لان البعث فلسفة لم تبارح تلك الرؤوس على الرغم من سقوط صنمها في ساحة الفردوس (التحرير) , فليعودوا إلى الحياة المدنية كشركاء في عملية البناء إن حقا يملكون فلسفة البناء وحب الوطن والشعب في رؤوسهم لكن ليس على أساس أنهم قادة ومتحكمون وان لم يكونوا قادة فلن يعودوا فالأمر ليس بلي الذراع أطلاقا وحسب المثل الشعبي القائل ( لو العب لو أخرب الملعب ) من يريد أن يخدم فبإمكانه أن يخدم من موقعه وبلا منصب إن أراد الخدمة بحق .
ختام القول .... شكرا لك معالي الوزير محمد شياع السوداني وأنت ابن لم يرى أبيه قط لان نظام البعث اعدم أبيك الذي كان احد رجالات الدعوة آنذاك قبل أن تراه أنت ,شكرا لك لأنك أعدت الثقة لنا بحكومتنا الوطنية التي لا تساوم على دماء الأبرياء ,شكرا لكل من وقف وقفة شجاعة في هذه القضية المهمة والحساسة لان الأمر ليس انتخابات طرفاها رعد حمودي وأصيل طبرة بل أنها قضية وطن يريد أن يعانق المستقبل برجالاته الذين ولدوا من رحم المعانات , لان العراق ليس عقيما للدرجة التي لا يستطيع فيها أن ينجب قادة جدد يحملون لواء التغيير والبناء بجدارة ...
فشكرا لكل وطني .. وسامح الله كل من أراد أن يبيع القضية بثمن بخس .... اليوم انتصرنا رياضيا والقادم إن شاء الله انتصارا صحفيا . |