قدمت في العشرة الأولى من محرم عام 1443 هجرية , ثلاث محاضرات على المنبر الحسيني في بعقوبة عن الأدوار التي كتب فيها التاريخ الحسيني , وتاريخ التشيع , ومجريات المعركة العظيمة التي قادها الحسين {ع} في العراق , والرقعة الجغرافية التي امتدت عليها الثورة والجهات التي شاركت فيها , المدن والعشائر والفترة التي امتدت أكثر من يوم عاشوراء , غير أننا نعتقد جازمين إن الآثار التي نعالجها في هذا التاريخ ليست سهلة وذلك لعدة أسباب .. أهمها ...
1- تناثر الروايات الصحيحة في عدد كبير من الكتب التاريخية وبشكل قليل مما يتطلب مراجعة دقيقة في مصادر التاريخ لاستخراج رواية صحيحة يمكن الاعتماد عليها في هذا البحث.
2- التاريخ الحالي للثورة الحسينية ترسخ في أذهان الأجيال الماضية والتي تلتها , منها الجيل الحالي , وهذا يجعل المتلقي ينظر بعين الريبة للطرح الجديد , رغم قناعة الأغلبية بتزوير التاريخ الحسيني .
3- عدم وجود شواهد وآثار للتاريخ الذي نتناوله , حيث المرقد الحسيني الطاهر يحتوي الشهداء الذين تذكرهم المقاتل الحسينية , ولا اثر للأطروحة الجديدة .. سوى العقل والإقناع بمحاكمة الروايات.
4- التاريخ الحسيني ورواياته انتظمت بقصائد ونعي ولطميات بشكل يتلائم مع الرواية , ولذا لا يمكن لأي خطيب أن يتناول التاريخ { الصحيح} لأنه يخلوا من أي قصيدة قريض أو شعبية .
كل هذا لا يمنعنا أن تسعى بجهد وهمة عالية لاستخلاص التاريخ الحقيقي للثورة الحسينية , بحقيقتها التي سطرها أبو الأئمة الحسين بن علي عليهما السلام .. واستخلاص الحقيقة من الكابوس الإعلامي الأموي الذي نجح بشكل ملفت للنظر في صياغة الثورة الحسينية وفق نهج يرعى فيه مصالح السلطة التي نفذت الجريمة في قتل سليل خاتم النبوة وحمل نساءه على اقتاب الجمال يطوفون بهن من بلد إلى بلد ..
هذه الأسباب هي التي دفعتي لتقصي الحقائق والتنقيب في بطون المصادر , لاستخلاص الجهاد الشيعي وما قدمه شيعة العراق من تضحيات كبيرة في نصرة سيد الشهداء عليه السلام .. والله من وراء القصد ...
محرم 1443 هجرية / 24/8/2021
|