• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أمنيات عراقي بلا وطن .
                          • الكاتب : سعد العابدي .

أمنيات عراقي بلا وطن

في بلدي يعاني اهله الفقراء وهم الأغلبية الساحقة من سكانه الأمرين فلايملكون الا قوت يؤمهم وسداد رمقهم ويفتقرون الى أبسط مقومات العيش بكرامة فلا كهرباء ولا ماء ولاخدمات يشعر الانسان أنه في وطن أو في ظل دولة تقدر قيمة الانسان وتسعى لتذليل صعوبات الحياة له 
كم تمنينا بعد سقوط النظام الدكتاتوري أن ننعم بحياة يكرم فيها العراقي لعراقيته لا لحزبه ولا لطائفته ولا لقوميته ولا لعشيرته..
كم تمنينا أن نرى رجالا يتنافسون على حب الوطن وخدمة أبنائه فعلا لا قولا 
كم تمنينا أن نرى عمرانا وبنى تحتية في بلد يقوم على ثروة تكفي ثلث دول العالم ان تعيش فيها بما قدر الله لذلك وشاء فأصبحت نهبا
كم تمنينا أن نرى مدارس ومصانع وجامعات حقيقة لا هياكل تنخرها ماكنة الفساد والإفساد
كم تمنينا أن نرى ونرى ونرى ولكن يبدو أننا لا نستحق ما نتمنى فما نيل المطالب بالتمني ولا بالأحلام فالحقوق تريد من يأخذها وفِي لهجة عشائرنا الأصيلة (الحگوك تريد أحلوگ) فمن لم يطالب بحقه فهو لا يستحقه 
وبين الغصة والغصة نرى من حولنا دولا صغيرة قامت بنزر يسير مما منحنا الله من ثروات وطاقات فغدت دولا عامرة بنموها العمراني والاقتصادي 
لماذا لا نرى تخطيطا لموارد هذا البلد واستمارا حقيقيا لثرواته وطاقات أبنائه التي غدت نهبا لدول ومنظمات ومجاميع وأفراد 
ما الذي يمنع أن يكون تفكير  رجال السلطة عندنا في النهوض بالبلد وجعله قبلة للسائحين ورواد الفكر  والتأريخ والحضارة وعشاق الطبيعة العراقية الساحرة  التي تجمع بين الجبل والهور  والبحيرة والصحراء والبساتين والنهرين وشاطئهما بعدها نستحق عناء بناء مطارات في محافظة لا في بعضها.
ما الذي يمنع حكام اليوم في جعل أبناء يتمتعون بثروات بلدهم كباقي الدول
لماذا يا قادة البلاد اتبعتمونا بأثقال الهموم والخراب وقيدتمونا بقيود الديون المثقلة التي ستعاني منها أجيالا لنا ستأتي لتكفر بكل ما أمنتم به وتلعن الأيام التي جعلتكم على سدة الحكم.
اين ما تعلمتموه من دينكم ودنياكم ودراستكم وتربية اسركم لكم وأنا اعلم أن أغلبكم من أسر عانت الأمرين كما عانى الغالبية من أهل هذا البلد وتمنوا بيوم الخلاص مما عانوا ولم يتوقعوا يوما أن يكون من أبناءهم ضابطا في الجيش أو مديرا عاما أو وزيرا أو رئيسا  وها انتم اليوم ابناء أولئك فهل بيضتم وجهوهم هل زدتم في ميزان حسنات اباكم وأمهاتكم أم أن سكر السلطة ومالها وثرواتها أعمت اعينكم وأماتت قلوبكم فصرتم قساة وانتم تنظرون ولا تأخذكم الغيرة والحمية لما يعانيه الناس من الجوع والفقر والمرض والخوف من المجهول لأنكم لم تؤسسوا للأمان موطنا ولم ترفعوا للعمران معلما ..
هل تعلمون أن رجلا من جيراني لديه أولاد أخبرني أنهم طلبوا مني 70 ورقة $ ليعينوا واحدا من اولادي في النفط و60 ورقة$ ليعينوا في الكهرباء !!!؟؟
وما اكثر هذا المثال في كل مفاصل الدولة ووزاراتها فكيف تبقى للدولة هيبة يأمن تنادون بهيبة الدولة 
وأسفاه لكل تلك الأمنيات التي ذهبت أدراج الرياح نعم امنيات اطفالنا وشبابنا ورجالنا ونسائنا وكل ذي علم وعقل في هذا البلد
تذكرت لعلي بن أبي طالب كلاما رائعا في وصفه دقيقا في حكمه جميلا في سبكه وصياغته ومعناه وهكذا هو علي حيث يقول سلام الله عليه :
أيغلبني هواي ويقودني جشعي إلى تخير الأطعمة ولعل بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص ولا عهد له بالشبع، أو أبيت مبطانا وحولي بطون غرثى وأكباد حرى؟ أو أكون كما قال القائل - وحسبك داء أن تبيت ببطنة وحولك أكباد تحن إلى القد أأقنع من نفسي بأن يقال أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكاره الدهر، أو أكون أسوة لهم في جشوبة العيش فما خلقت ليشغلني أكل الطيبات كالبهيمة المربوطة همها علفها، أو المرسلة شغلها تقممها تكترش من أعلافها وتلهو عما يراد بها. أو أترك سدى أو أهمل عابثا، أو أجر حبل الضلالة، أو أعتسف طريق المتاهة
أنظروا ياحكامنا وخصمكم الله ورسوله وعلي وكل الأولياء والصالحين في بلدي الطيب الطاهر ، وتمتعوا اياما بالسلطة معدودات فالعدل أساس الحكم والملك ومن لم يكن عادلا منصفا في حكمه فإنه الى زوال.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=159430
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 08 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15