• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أدلَّة إمامة المهدي (عجل الله تعالى فرجه) .
                          • الكاتب : د . احسان الغريفي .

أدلَّة إمامة المهدي (عجل الله تعالى فرجه)

   مِن خلال استعراض الأدلة النقلية في الحلقات السابقة، تبيَّن إجماع المسلمين على حتمية ظهور المهدِّي(عج)، وقد تمَّ إثبات ولادته، وأمَّا بشأن حياته فقد ذُكِرَ في العدد السابق وجهان للاستدلال على حياته، وأمَّا الوجه الثالث: فقد ثبُت من خلال الروايات الصحيحة أن الأرض لا تخلو مِن إمام مِن أئمة أهل البيت، فإذا خلت أتاهم أمر الله، ومِن هذه الروايات ما رواه أحمد بن حنبل بسنده عن عليّ قال: قال رسول الله: "النجومُ أمانٌ لأهل السماء، إذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء، وأهلُ بيتي أمان لأهل الأرض، فإذا ذهب أهلُ بيتي ذهب أهل الأرض"(1). وأهل البيت الذين هم أمان لأهل الأرض هم الأئمة، فلابد مِن وجود إمام، في كلّ عصر وزمان، وهذه القول قد نادى به جماعة من علماء المسلمين منهم العلامة محمد عبد الرؤوف المناوي، فقد قال في شرحه لحديث الثقلين: (تنبيه) قال الشريف: هذا الخبر يفهم وجود مَن يكون أهلاً للتمسك به مِن أهل البيت والعترة الطاهرة في كلِّ زمن إلى قيام الساعة، حتَّى يتوجه الحث المذكور إلى التمسك به، كما أنَّ الكتاب كذلك، فلذلك كانوا أمانًا لأهل الأرض، فإذا ذهبوا ذهب أهل الأرض(2). وهذا القول يدعم صحة الاعتقاد بحياة الإمام المهديّ(عج).
وأمَّا الوجه الرابع الَّذي يستفاد منه حياة الإمام المهديّ(عجل الله تعالى فرجه) فهو  ورود روايات كثيرة عن أئمة أهل البيت بشرت بولادة المهدي (عج) قبل ولادته، ونبَّأت عن غيبته قبل غيبته، فعن زرارة، عن أبي عبد الله   قال: للقائم غيبة قبل قيامة، قلت: ولِمَ؟ قال: يخاف على نفسه الذبح(4). 
وقال العلامة المجلسي: إن من جملة ثقات المحدثين والمصنفين من الشيعة الحسن بن محبوب الزراد، وقد صنف كتاب المشيخة الذي هو في أصول الشيعة أشهر من كتاب المزني وأمثاله [عند السنة] قبل زمان الغيبة بأكثر من مائة سنة، فذكر فيه بعض ما أوردناه من أخبار الغيبة فوافق المخبر، وحصل كلما تضمنه الخبر بلا اختلاف(5).
 ومن جملة ذلك ما رواه عن إبراهيم الحارثي، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهقال: قلت له: كان أبو جعفر يقول: لآل محمد غيبتان واحدة طويلة والأخرى قصيرة؟ قال: فقال لي: نعم يا أبا بصير، إحداهما أطول من الأخرى، ثم لا يكون ذلك يعني ظهوره حتى يختلف ولد فلان، وتضيق الحلقة، ويظهر السفياني، ويشتد البلاء، ويشمل الناس موت وقتل، ويلجؤون منه إلى حرم الله تعالى وحرم الرسول .
وأمَّا الوجه الخامس الَّذي يثبت حياة الإمام المهديّ(عج)، فهولابدَّ لكلِّ مسلم أن يكون له إمام يتبعه، فمَن مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية، فإذا لم يكن المهدي حيّاً، فلا يوجد شخص في عصرنا الحاضر يصلح أنْ يكون إماماً قدوة يتبع، وهذا غير ممكن لما يلزم مِن الموت ميتة الجاهلية، كما ورد في الحديث الشريف الذي رواه أحمد بن حنبل فقال: حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ الله: "مَنْ مَاتَ بِغَيْرِ إِمَامٍ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً "(6).
ويدعم ذلك قوله تعالى: إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ[الرعد/7].
الوجه السادس والأخير هو أنَّه قد ذكر جماعة من العلماء منهم الزرندي الشافعي، وابن حجر الهيتمي، ويوسف بن يحيى بن علي المقدسي الشافعي السلمي عن أبي جعفر أنَّه: يظهر المهدي بمكة عند العشاء معه راية رسول الله  وقميصه وسيفه وعلامات ونور وبيان، فإذا صلى العشاء خطب خطبة بأعلى صوته(7). وذكروا الخطبة.
 وفي هذا دليل على بقاء المهدي (عج) حيّاً؛ لأن القميص والسيف والراية ليس لها وجود الآن إلاّ أن نقول بوجودها عند المهدي يحفظها إلى هذا اليوم.
المراجع:
(1)  فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل: 356، [فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب /ح .269]، والصواعق المحرقة لابن حجر: 234، [الباب الحادي عشر في فضائل أهل البيت النبوي - الفصل الأول في الآيات الواردة فيهم؛ الآية السابعة].
(2)  فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير: 3/20[2631-حرف الهمزة].
(3)  تفسير القرآن العظيم لابن كثير: 3 / 48 [المائدة: 12].
(4)  كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق(المتوفى سنة: 381هـ): 437.
(5)   بحار الأنوار: 13 / 200 [51 / 365].
(6)  مسند أحمد بن حنبل: 4/ 119 [4/96]، [ حديث :16882].
(7)  معارج الوصول إلى معرفة فضل آل الرسول(ع) للزرندي الشافعي: 193.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=158951
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 08 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15