لا تروم المعاني التحول عنك وعن نسبك، بل تظل تنهل وترفل بهذا المعين الوارف ، لا سبيل لها للرحيل لأنها تطوف في حرم الوفاء والتضحية ، متفائلة في عالم رحب ، ترفع الرأس فخرا وعنفوانا بهذا القدر المشرف ، ابو الفضل وحامي الحمى والذي ضحى بنفسه في سبيل الله وإعلاء كلمته يوم عاشوراء، لم يهن ولم ينكل ومضى على بصيرة من أمره لا يخاف في الله لومة لائم ، وفدى امامه وأخيه بروحه بلا اي تردد او وهن في العزيمة ،وأطلق العنان لروحه المعطاء فحلقت في سماء الإيثار ، غير مكترث لحياة الذل والهوان في ظل عقيدة فاسدة أرادها أعداء الله وسعوا في ارسائهاوسعوا في تثبيتها ، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ، فتصدى يحارب في ركب ابي الأحرار لأحقاق الحق مهما كان الثمن ، فكان الأمر العظيم ببقاء الاسلام الحنيف شامخا و رايته خفاقة بتضحياتهم العظيمة ، ومن كان دأبه العطاء يكون في كل أوقاته على نفس الوتيرة فالعباس كان نور عين العقيلة الطاهرة وكفيلها وأخيها الذي يفتدي خدرها بعمره الشريف ، لم تكن اخوة العباس و زينب علاقة عادية بل هي ارتباط الروح بالروح ، و تناغم النفوس الأبية المطمئنة المرتبطة بالله بغية رضاه ، والسعي الحثيث للتضحية في سبيله إذ كان العباس جندياً لله تعالى ساعياً لخدمة حجة الله تعالى بكل ذرة من ذرات نفسه الطاهرة ،فكانت ميلاده ميلادين الأول في شعبان حيث حلّ على علي وأم البنين (عليهما السلام ) طفلاً مباركاً ، والثاني يوم شهادته في العاشر من محرم شهيداً مضرجاً بدمه الطاهر مفتدياً دين الله عز وجل بأغلى ما يملك .
|