• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كَلِمَةٌ للحياةِ .
                          • الكاتب : محمود الجبوري .

كَلِمَةٌ للحياةِ

 التوبة: 
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ.....) [التحريم : 8]
من الواضح أن التوبة أول مقامات الدين، ورأس مال المريدين، ومفتاح استقامة السائلين، ومطلع القرب إلى ربّ العالمين، ومدحها عظيم وفضلها جسيم قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) [البقرة: 222]. وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ((التائب حبيب الله، والتائب من ذنبه كمن لا ذنب له)) المحجة البيضاء7/7. وقال الباقر (عليه السلام): ((الله أشدُّ فرحاً بتوبة عبده من رجل أضلَّ راحلته وزاده في ليلة ظلماء فوجدها، فاللهُ تعالى أشد فرحاً لتوبة عبده من ذلك الرجل براحلته حين وجدها)) الكافي 2/435. وقال الإمام الصادق (عليه السلام): ((إن اللهَ يحبّ من عباده المفتتن التواب)) – يعني كثير الذنب - كثير التوبة. وقال (عليه السلام): ((إذا تاب العبدُ توبة نصوحة أحبه الله وستر عليه، قيل: وكيف يستر عليه؟ قال: ينسي ملكيه ما كانا يكتبان عليه، ويوحي الله إلى جوارحه والى بقاع الأرض أن اكتمي عليه ذنوبه، فيلقى الله تعالى حين يلقاه وليس شيء يشهد عليه بشيء من الذنوب)) الكافي 2/435. وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: ((إن اللهَ أعطى التائبين ثلاث خصال لو أعطى خصلة منها جميع أهل السموات والأرض لنجوا بها قوله عزّ وجل: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)، فمن أحبه الله لم يعذبه وقوله: (....فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ) [غافر: 7]، وقوله تعالى: (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) [الفرقان: 70]
ثم إن الأخبار قد تضمنت لقبول التوبة شرائط:
 أحدها الإيمان بولاية أهل البيت (عليهم السلام) فقد قال الإمام الصادق (عليه السلام): ((انه لا خير في الدنيا إلا لرجلين رجل يزداد في كل يوم إحساناً ورجل يتدارك ذنبه بالتوبة وأنّى له التوبة والله لو سجد حتى ينقطع عنقه ما قبل الله منه إلا بولايتنا أهل البيت)) وسائل الشيعة 6/76.
 ومنها الندم على ما مضى والعزم على ترك العود للذنوب وتأدية حقوق المخلوقين وتأدية حقوق الفرائض المضيعة ودوام الحزن حتى يلتصق الجلد بالعظم، وان تذيق الجسم مرارة الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية.. وهذه الأمور قد ذكرها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) لقائل قال بحضرته: أستغفر الله فقال له أمير المؤمنين: ((ثكلتك أمك أتدري ما الاستغفار إن للاستغفار درجة العليين وهو اسم واقع على ستة معانٍ أوّلها الندم على ما مضى، والثاني العزم على ترك العود إليها أبداً، والثالث أن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله عزّ وجل أملس ليس عليك تبعة، والرابع أن تعمد إلى كل فريضة عليك ضيّعتها فتؤدي حقها، والخامس أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالأحزان حتى تلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد، السادس أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية، فعند ذلك تقول: استغفر الله)) شرح نهج البلاغة 20/56. ومنها الاستغفار: فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ((إن لكل داء دواء، ودواء الذنوب الاستغفار)) الكافي 2/439. وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): ((طوبى لمن وجد في صحيفة عمله يوم القيامة تحت كل ذنب استغفر الله)) ثواب الأعمال 197. وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): ((العجب ممن يقنط ومعه الممحاة، قيل: وما الممحاة؟ قال: الاستغفار)) الأمالي للشيخ الطوسي 1/86. إذن فلنبادر إلى اغتنام الفرصة ونتدارك أنفسنا بالتوبة؛ لأن الفرص تمرّ مر السحاب وكما ورد في الدعاء (وما عذر من أغفل دخول الباب بعد فتحه).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=157593
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 07 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 16