إن لمولاتنا فاطمة الزهراء (ع) مكانة خاصة جداً في قلوب الشيعة والموالين لأهل البيت (ع)، وهذا الأمر ليس نابعاً من حالة عاطفية فقط، بل يعود في أصله إلى إيمان وعقيدة رسختها روايات وأحاديث العترة الطاهرة في سيدة النساء (ع)؛ فقد روي عن إمامنا العسكري (ع) أنه قال: (نحن حجّة الله على خلقه، وجدّتنا فاطمة حجّة علينا). كما ورد في الحديث القدسي: (يا أحمد! لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا عليّ لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما).
من هذا المنطلق يسعى الموالون لأهل البيت (ع) ويجتهدون من أجل البِرّ بأمّ الأئمة الأطهار (ع)، وما زحف هذه الملايين نحو ولدها الحسين (ع) إلا دليل من عشرات الأدلة على هذا البِرّ والوفاء، فنرى الجميع يشارك بشكل أو بآخر من أجل رفع راية الولاء لها، والبراءة من أعدائها ومبغضيها، وهذا بدوره يفرح قلب سيدة النساء (ع) بهؤلاء الشيعة والموالين.
ولذلك نجد أن جزاء ادخال الفرحة على قلب الزهراء (ع) فيه من الأجر العظيم ما لا يمكن أن يصفه عقل، وسوف يقتطف الشيعة ثمار هذا الأجر يوم القيامة، عندما تقف أم الحجج (ع) عند باب الجنة وتلتفت، فيقول الله تعالى: يا بنت حبيبي ما التفاتك، وقد أمرت بك إلى الجنة؟ فتقول: يا رب أحببت أن يعرف قدري في مثل هذا اليوم، فيقول الله تعالى: يا بنت حبيبي ارجعي فانظري من كان في قلبه حبّ لك ولأحد من ذريتك خذي بيده فأدخليه الجنة، فتلتقط الزهراء شيعتها ومحبيها، كما يلتقط الطير الحب الجيد من الرديء.
|