تطبيقات لكيفية وضع الخطط الاستراتيجية
في عام (2008) بدأ السويسريون بوضع خططهم الاستراتيجية للسنوات من (2050 ولغاية 2060). أما بالنسبة للسنوات قبل هذا التاريخ، فقد تم التخطيط لها بنجاح، وخططهم تسير كما كان ينتظر منها.
إن وضع هذه الخطط لفترات زمنية بعيدة، يعتبره السويسريون عملاً بعيد المدى، وأعمال كهذه تحتاج لإتقان لا متناهٍ، فهذا البلد لا يمتلك ثروات طبيعية، ومع ذلك فهو واحد من أغنى بلدان العالم، ويمكنه إقراض الدول الغنية ما تحتاج من المال بسخاء.
ونحن نحتاج لخطط طويلة الأمد وبعيدة المدى في بلداننا ومؤسساتنا، ولا يعقل مثلاً أن يضع بعضهم خطة في شهر حزيران لكي تُنفذ في شهر آب. إن الطرق الخاطئة في التفكير لا تنتج سوى خطط خاطئة وفاشلة. وإذا خططنا في يوم بهذا الأسلوب، فعلينا أن لا نستغرب الفشل.
إن ما نحتاجه هو أن نتعلم الأساليب الأفضل، ونتخلى عن أساليب تعودنا عليها ولا تعود علينا بالنفع، فما يستطيع الاخرون أن يفعلوه نستطيع أن نفعله أيضاً، وقد منحنا الباري العقل كما منحهم إيّاه.
سأحاول باختصار أن أعرض مبادئ التخطيط كما يراها الاستراتيجيون الذين يهتمون بالتطبيقات وليس بالنظريات، وسأوضح كيف تكون خطوات التخطيط الاستراتيجي بشكل عملي، ولن أتحدث عن أهمية التخطيط بشكل نظري.
حسب مدرسة (منتسبرغر) فهناك خطوات علينا المرور بها قبل بدء مرحلة التخطيط، وكل خطوة من هذه الخطوات تبدأ بالنظر لاتجاه مختلف وكما يلي:
الرؤية للوراء:
وهذا يعني أن نراقب مسيرنا خلال السنوات الماضية، ونرى ماذا حققنا وكيف كان عملنا؟ وأية استراتيجيات ناجحة اتبعنا وكيف نجحت؟ وأية استراتيجيات فاشلة قدمنا، ولماذا فشلت؟
الرؤية للجانب:
حيث نراقب أين تقف المؤسسة التي نحن فيها ومن ينافسها؟ وكيف هي طريقة عمل المنافسين لها؟ ماذا يفعل منتسبونا؟ هل يمكننا استشفاف رؤية استراتيجية يتبعونها بشكل ما، أم أنهم يعملون بعشوائية؟ هل لدينا خصوم؟ ماذا يفعلون باتجاهنا؟
الرؤية من الأعلى:
نحلل بالكامل عوامل البيئة التي حولنا، وكيفية تتحرك المؤسسة ضمن الوسط الاجتماعي حولنا؟ كيف نبدو اجتماعياً بعيون الآخرين؟ كيف هي النظم التي وضعناها؟ هل هناك توافق مع البيئة؟ علينا تحليل خطواتنا.
الرؤية من الأدنى:
تحليل التكاليف والتخصيصات التي نضعها. ما هي مدخولاتنا، وكيف نستطيع تنميتها؟ وفي أية اسواق حصلنا عليها؟ ماهي التكاليف التي علينا دفعها أو التي تثقل كاهلنا؟
الرؤية للداخل:
نحلل عوامل قوتنا وأسباب ضعفنا. أين تكمن قوتنا؟ أين يجب أن نطور أنفسنا؟ هل نستطيع أن ننجح بذلك مع التمويل المتوفر لنا؟ أية مشاريع أنجزنا وكانت قوية؟ وما هو سرّ قوتها؟ ما هي نقاط ضعفنا؟ كيف نتغلب عليها؟ أية استراتيجيات اتبعنا وكان ضعفنا فيها واضحاً؟
الرؤية للأمام:
ما هي السيناريوهات المتوفرة لدينا من التحليلات السابقة فيما يخص:
البيئة والمحيط: كيف ينظر المجتمع لنا؟ كيف هي رؤية منافسينا لنا؟ ما هو تاثيرنا على عملهم؟ ما هي تأثيراتنا على المحيط حولنا؟
المؤسسة والنظم: كيف تعمل النظم التي وضعناها؟ وكيف تبدو المؤسسة في عيون منتسبينا؟ ما الذي ينمي دوافعهم للعمل وقوة اندفاعهم؟ ما الذي يحطم اندفاعهم ويحبط آمالهم؟ كيف تبدو تعاليم العمل لهم؟ في أية تعاليم يكمن ضعف المؤسسة؟
الرؤية من مجال أبعد:
هنا يتوجب علينا استخدام تقنية معينة للحصول على إجابات عن الأسئلة الآتية:
أية تطورات في نظم العمل وأسلوب عملنا المؤسسي يمكننا تنفيذها، ولكن في الوقت الحاضر لا يمكن التنبؤ بعواقبها؟ أية استنتاجات يمكننا تطويرها من رؤيتنا الاستراتيجية؟
|